للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المعلم الثاني موقفهم من قضايا العقيدة وأصول الدين الكبرى]

موقفهم من قضايا التوحيد والإيمان:

موقف الليبراليين من قضايا التوحيد والإيمان موقف في غاية القبح والشناعة، حيث يلوح في مقالاتهم التهوين والتقليل من شأن قضايا التوحيد، بل وصل الأمر ببعضهم إلى درجة الاستخفاف والسخرية بهذا الأصل العظيم الذي قامت من أجله السماوات والأرض.

كما أنهم حرفوا مفهوم الإيمان، وأخرجوه عن مدلوله الشرعي الذي جاء واضحا بينا في نصوص الوحيين، كذلك فإنك تلحظ في كتابات بعضهم النزعة الإلحادية المادية كقولهم: إن الطبيعة هي التي تعطي وهي التي تمنح!!

أقوال الليبراليين في هذا الجانب: يرى محمد المحمود أن تطبيق التوحيد على أرض الواقع من المنظور السلفي يقارب الهوس الأيديولوجي؛ حيث يقول:"إن السلفية التقليدية المتغلغلة في أعماق وعينا الاجتماعي والثقافي، تزعم أن (التوحيد) هو مرتكز خطابها، وأنها – كخطاب أيديولوجي نشط – تسعى للقضاء على مظاهر التوثن، أيا كانت تمظهراتها في المجتمع، هذا الزعم يكاد – إبان محاولة موضعته في الواقع – يقارب درجة الهوس الأيديولوجي، أو يتم من خلاله ممارسة سلوك النفي (المفاصلة) للآخر الإسلامي في الداخل والخارج، تحت وعاء التمذهب والافتراق" (١).كما يقول:"ربما كان من قدر المرأة لدينا، أن تواجه أكثر من سور منيع، يحول بينها وبين الحصول على أقل القليل من حقوقها الفطرية، تلك الحقوق التي منحتها إياها الطبيعة ابتداء" (٢).

وهاهو المحمود يضع تفسيرا غريبا لمعنى الإيمان ومدلوله بعيدا عن المعنى الشرعي المنصوص عليه، حيث يجعل الإيمان مرتبطا بالإنسان والعلم المادي، قائما عليهما كما هو الشأن في عصر التنوير الأوروبي، يقول:"لم ينهض التنوير الأوروبي المجيد، الذي أخرج إلى الإنسانية من ظلمات الجهل والتخلف والانحطاط، إلى نور العلم والتقدم والمدنية الإنسانية، إلا على إيمان راسخ وعميق بهذا الإنسان، إيمان متفائل، يتكئ على فعاليات عقلية، ومعطيات تجريبية من عالم الوقائع المادية، ولكنه – قبل ذلك وبعده – يكاد يكون عقيدة كلية، تستولي على مشاعر أولئك الفلاسفة العظام، في عصر النهضة الأوروبي"

موقفهم من قضايا الولاء والبراء والحكم بما أنزل الله:

يتضح من خلال كتابات الليبراليين التحريف والتبديل والتشويه لهذه القضايا العقدية.


(١) انظر: ((قاموس إنجليزي، عربي)) (ص ـ ٥٨٦) لمنير البعلبكي و ((دائرة المعارف البريطانية، ١٩٥٤م)) و ((مفهوم تجديد الدين)) (٩٦، ٩٧، ١٠١، ١٠٢، ١٠٣، ١٠٥، ١٠٦) لبسطامي محمد سعيد، ((اتجاهات الفكر الإسلامي المعاصر في مصر)) (ص ٥٥٢) لمحمد حامد الناصر.
(٢) انظر ((مصادر المعرفة في الفكر الديني والفلسفي، رؤية نقدية في ضوء الإسلام)) لعبد الرحمن بن زيد الزنيدي ((المدرسة العقلية الحديثة)) (ص ـ ٩) لناصر العقل ..

<<  <  ج: ص:  >  >>