حينما أفاق الأوروبيون ورؤوا ما حل بهم من الغبن الفاحش على أيدي رجال الدين النصراني هالهم الأمر وثاروا كالبركان الهادر في وجه الديانة النصرانية ورجالها الطغاة مستعملين كل ما لديهم من الأسلحة الفكرية وغيرها في إيقاف ذلك الطغيان فقامت حركات وآراء فكرية ومذاهب مختلفة كل يعمل من جهته والمصب واحد هو القضاء على الدين ورجاله وكانوا في ذلك الهياج العارم منطقيين مع الحال الذي أوصلتهم النصرانية وطغاتها إليه فلجئوا إلى القومية وإلى غيرها علهم يجدون فرجا مما هم فيه وكانت تلك المذاهب المختلفة تمثل تيارا عاتيا خارجا عن أي سلطة وفي الوقت نفسه كانت هذه المذاهب في حاجة لملأ الفراغ الذي خلفه ترك الدين فكانت القومية البديل الجديد في نظرهم إلى أن يتيسر ما هو أحسن منها.