[عاشرا: مراحل ظهور الماسونية]
قسم الدكتور محمد علي الزغبي فروع الماسونية حسب استقرائه لحوادث التاريخ اليهودي إلى ثلاث مراحل:
ـ قبل المسيح.
ـ بعد المسيح وقبل الإسلام.
ـ بعد الإسلام.
أما قبل المسيح فإن الجمعيات الهدامة تمثلت في جمعية تسمى " جمعية نوح" وهي جمعية زعم وضاعوا اليهود فيها أن الله أعطى نبيه نوحا عليه السلام الاسم الأعظم وجعلوا لحامله من الصلاحيات والخوارق ما لا يمكن تصور حصوله لأي بشر، وهو كذب صراح وافتراء يهودي ثم زعموا أن هذا الاسم تسلسل بالوراثة إلى سليمان ومنه ورثه أعضاء جمعية نوح.
وأما بعد المسيح وقبل الإسلام فإن أشهر الجمعيات الهدامة هي " القوة الخفية" الماسونية التي استمرت منذ ذلك الزمن إلى وقتنا الحاضر تحت الأسماء التي عرفتها فيما سبق.
وأما بعد الإسلام فقد اتخذت الماسونية أشكالا عديدة من الأسماء والشعارات والاتجاهات المختلفة والآراء المتشعبة كان أبرز فرقها " القرامطة" و" الدياصانية " أتباع جمعية " ميمون بن ديصان " اليهودي وهؤلاء هم طوائف الشرق بل إن الباطنية بجميع فروعها نبتة ماسونية إلا أن الرمز الباطني هو أن النصوص كلها لها ظاهر غير مراد وباطن هو المراد وهم يتفقون في هذا المعتقد مع المعتقد العام لليهود في التوراة حين زعموا بأن لها ظاهر معروف وباطن لا يعرفه إلا كبار الكهنة. أما في الغرب فقد نشطت الحركات الماسونية نشاطا كبيرا وأقيمت المحافل المختلفة وتعددت أسماؤها كذلك.
وقد ركز الزغبي في أكثر من مكان من كتابه (الماسونية منشئة ملك إسرائيل) على أن الطائفة البروتستانتية ومن جاء بعدها من الفرق؛ مثل " شهود يهوه" و" قديسي الأيام الأخيرة" هم يهود الاتجاه والمعتقد وأن تأسيسهم إنما كان بأيد يهودية للكيد للنصرانية وقد أصبح ولاءهم للماسونية مكشوفا.
ويجزم مؤلفا كتاب (الماسونية) أن حركة " مارتن لوثر" الذي انشق عن الكنيسة الكاثوليكية وأسس المذهب البروتستانتي كان بسبب دخول مارتن في الماسونية بدليل أن الكنيسة كانت تحرم على أتباعها قراءة التوراة وما ألحق بها من أسفار عبر القرون فلما جاء لوثر أعاد للعهد القديم اعتباره عن المسيحيين وأصبح لا يذكر ولا يطبع إلا مقرونا بالعهد الجديد – أي الإنجيل – مما أدى إلى انتشاره ودخوله كل بيت وكنيسه وكان لهذا العمل آثاره الضارة على النصارى واستخذائهم أمام اليهود فيما بعد فقد انتصرت الماسونية في النهاية على الكنيسة ومزقتها وهاجمتها علنا دون أن ترد الكنيسة بشيء يذكر.
ولقد تغلغلت الماسونية داخل أوساط الكنيسة وتآمرت على كل شيء يقف ضد اليهود وتوالت الصفعات والصيحات على البابوات من المسيحيين وأسكتوهم نهائيا.
بل وصل الأمر إلى ما هو أخطر وقعا وأشد أثرا ألا وهو وصول بعض اليهود إلى اعتلاء العرش البابوي المسيحي في غفلة تامة من المسيحيين مثل البابا" بيوس الحادي عشر" اليهودي الأصل الذي أصبح الحبر الأعظم لسبعمائة مليون مسيحي كاثوليكي وكان يحب اليهود ويدافع عنهم ويبطل كل قرار حكومي يصدر ضدهم في روما.
وقد أوصى بعرض البابوية إلى الكاردينال " باسلي" لأنه من أنصار اليهود وقد تم ذلك وصار يسمى " قداسة البابا بيوس الثاني عشر" وكذا البابا " بولس السادس " الذي خطى خطوات خطيرة جدا فقد تم إعلان تبرئة اليهود من دم المسيح كما تم إعطاء قرار للكهنة بشمول صلاحيتهم لإلغاء كل قرار كنسي سابق له يتضمن حرمان المسيحي الماسوني. وهذا يعطي ردا فعليا أن البابوات كلهم على امتداد تاريخهم وكذا الأناجيل كانوا كاذبين في أن اليهود هم الذين قتلوا المسيح ولم يكن أمام المسيحيين إلا التسليم والرضى بشرعية دخول أي مسيحي في الحركة الماسونية (١)
المصدر:المذاهب الفكرية المعاصرة لغالب عواجي ١/ ٥٤٣
(١) بتصرف عن ((الماسونية)) (ص ١١٤ - ١١٩).