الاشتراكية كلمة بغيضة مهما قسمها زعماؤها ومهما تفننوا في خداع الناس في مفاهيمها المختلفة فهي على كل حال مذهب غريب على الناس وعلى أديانهم نشأ في أوروبا إثر أوضاع مختلفة وقد قسم بعض الباحثين الاشتراكية إلى قسمين:
- الاشتراكية الماركسية.
- الاشتراكية الفابية.
والذي نحن بصدد دراسته هو مذهب الاشتراكية الماركسية التي تنتسب إلى "كارل ماركس" والتي هي المقدمة الأولى للشيوعية الحمراء، أما الفرق بين الاشتراكيتين فيظهر من خلال ما يلي:
- الاشتراكية الماركسية نسبة إلى "كارل ماركس" بينما الاشتراكية الفابية نسبة إلى أحد قواد الرومان واسمه "فابيوس".
- الاشتراكية الماركسية تميل إلى العنف والثورة، بينما الاشتراكية الفابية تميل إلى الإصلاح وإلى سعادة الناس كما يزعمون وإلى التدرج في التطور ولو أدى ذلك إلى تأخر تطبيق الاشتراكية زمنا طويلا.
- إن الاشتراكية الماركسية تبطل الملكية الفردية وتحاربها، بينما الاشتراكية الفابية تعترف بالملكية العامة ولا تجيز تأميم الأرض دون مقابل وأن الملكية الخاصة يمكن تحويلها إلى ملكية الدولة بالطرق المشروعة. - خالف الفابيون آراء ماركس في نظرته إلى المجتمعات من أنها قائمة على الصراع الطبقي وقالوا بأن الصراع الطبقي ليس حتميا ولا ضرورة إليه لقيام حكومة العمال كما هو مذهب ماركس بل إن الدولة عند الفابيين ليس المقصود بها تسلط فئة على أخرى – كما يرى ماركس – وإنما الدولة عندهم هي قوة في صالح الجميع وأن التغيير الثوري العنيف الذي يراه ماركس فاشل في تحقيق السعادة للشعوب (١).