للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[خامس عشر: الخطر الحداثي على العقيدة]

للحداثة مخاطر كثيرة على الدين الإسلامي عقيدته، وعبادته، وأخلاقه, وشريعته، ولغته، وأهله، وحضارته، وبلاده. ونستطيع أن نذكر جملة من المخاطر الحداثية على كل ذلك في هذه النقاط: الخطر على العقيدة: حيث إن الحداثة – في الجملة - تنادي بالإلحاد والكفر بالأديان جميعا، من خلال أدبياتها المختلفة فنزار قباني يقول:

"من بعد موت الله مشنوقا على باب المدينة لم تبق للصلوات قيمة لم يبق للإيمان أو للكفر قيمة"

ويقول محمود درويش:

"يوم كان الإله يجلد عبده قلت يا ناس نكفر"

وهذا يوسف الخال يعلن كفره وإلحاده فيقول:

"لا نور لا ظلام لا إله" ويقول توفيق الصايغ النصراني: "يأتين إن يأتين في ركب إله ولا إله تقنص خطو إله ولا إله"

أما حسن حنفي فيرد على حداثيين اتهموه بالسلفية والتراث قائلا: "نحن منذ فجر النهضة العربية الحديثة وحتى الآن نحاول أن نخرج من الإيمان السلفي ... إلى أن يقول: أنا ماركسي شاب ... وبعد قليل يكرر نفس الكلام فيقول: وأنا هنا ماركسي أكثر من الماركسيين".

وهاهو فؤاد زكريا شيخ العلمانيين والحداثيين يعلن أن "العلمانية هي الحل" وذلك في وجه الإسلاميين المنادين بأن "الإسلام هو الحل". إن هذا الفكر الذي يتداول بين بعض من يسمون بالمثقفين جدير بأن ينشر الإلحاد بين الناس, خاصة طائفة الشباب الذين يتلقون من هؤلاء في الجامعات، ويلمِّعهم الإعلام للجماهير، ولقد شاهدت بنفسي إقبالا غير عادي من الشباب والفتيات على دواوين "نزار قباني" في إحدى السنوات في معرض الكتاب الدولي بالقاهرة، ولقد فرَّخ هؤلاء العلمانيون الحداثيون جيلا جديدا من تلامذتهم والمتأثرين بهم، انتشروا في الأوساط الثقافية في وزارت الثقافة والإعلام والجامعات في البلاد العربية والإسلامية بلا استثناء، ولقد فزعت مما ذكره الأستاذ جمال سلطان في كتابه (دفاع عن ثقافتنا) حيث ذكر أن المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (اليسكو) وهي تابعة إداريا للجامعة العربية، وهي وكالة متخصصة للشئون الثقافية, وتضم من بين أقسامها ما يسمى (الإدارة الثقافية) وفيها لجنة تخطيط العمل الثقافي وتنظيم أجهزته في الوطن العربي سنتي (١٩٧٤ - ١٩٧٥م) التي عقدت مؤتمرها الأول حول "الأصالة والتجديد في الثقافة العربية" ومؤتمرها حول "الوحدة والتنوع في الثقافة العربية" والعجيب أن الذين عُزِلوا عن هذه المؤتمرات هم الإسلاميون، وأصبحت هذه المؤتمرات حكرا على دعاة التغريب والحداثة.

والعجيب أن (الأليسكو) قامت تحت عباءاتها مشروعات ضخمة منها: العمل الضخم المسمى: (الخطة الشاملة للثقافة العربية) وهي بمثابة (استراتيجيات للثقافة العربية) , وصفت هذه الخطة بـ (جهد تاريخي ظل حلماً غالياً) بوصف د/ محي الدين صابر مدير عام المنظمة، ومحل الشاهد عدة مقولات أساسية وردت في هذه الخطة لننظر ماذا يريد الحداثيون والعلمانيون من العالم العربي والإسلامي, وأنقل هنا بعض البنود الواردة في الخطة التي أوردها جمال سلطان منها قولهم إن:

- انتشار الإيمان بالغيب (الفكر الغيبي) أهم أسباب انتكاسة الحضارة العربية.

- إذا كان الدين عنصر الوحدة في القرون السابقة، فإن القومية هي عنصرها في العصر الحديث.

<<  <  ج: ص:  >  >>