- من المستحيل أن نقبل تقنيات الغرب وعلومه ونرفض في الوقت نفسه فلسفاته وثقافته. - الحضارة الأوربية حضارة مطلقة بمعنى أنها قابلة للتطبيق في كل زمان ومكان، بينما الحضارات السابقة تاريخية نسبية. - الماركسية ليست غزوا فكريا يهدد الأمة. - على استراتيجية الثقافة العربية أن تحذر من السقوط في حبائل الفكر الديني. وهكذا تصبح العقائد الإسلامية هي سبب الانتكاسة العربية، في نظر هؤلاء المجرمين المأجورين، هذا إن أحسنا بهم الظن، وتصبح الماركسية، والفلسفات الغربية هي المخرج، وتصبح العودة إلى الدين خطرا عظيما ينبغي التحذير منه، وعلى الأمة أن ترتمي في أحضان الحضارة الغربية وتأخذ منها تقنياتها وفلسفاتها. هذه هي بنود الخطة التي تسير عليها منظمة مهمتها التخطيط لمستقبل الثقافة، إنه الإلحاد يطل برأسه في بلادنا، بل يضع جذوره من خلال مؤسسات رسمية ينفق عليها من أموال المسلمين. ومن العجيب المذهل المحزن المخزي أن هذه العصابة المأجورة الملحدة تتحكم في زمام ثقافتنا من خلال تلك المؤسسات، وكأن هذه المؤسسات الرسمية ما قامت إلا لإضافة الشرعية على الكفر وغزو العقول المسلمة بهذا الإلحاد, والمثال على ذلك: أن الندوات المتعلقة بمناقشة "محور الفكر الإسلامي" قسمت القضايا التي ستعالجها إلى محاور,
في كل محور بحث أو بحثان هما محور النقاش، ولكن إلى من أوكلت اللجنة هذا المحور "محور الفكر الإسلامي"؟ المفاجأة أنها أوكلت هذا المحور لمحمد أركون " وهو من هو بفكره الإلحادي المشكك في الوحي والتراث والنبوة على نحو ما بينا في مبادئ الحداثة. ولا أدري هل انعدم علماء الإسلام المحترمون حتى يوكل مثل هذا الأمر المهم إلى إنسان يعادي الفكر الإسلامي والتراث الإسلامي.
ثم مما يزيد الداء علة والطين بلة أن البحث الثاني من محاور الفكر الإسلامي أوكلته اللجنة إلى د/ حسن حنفي الذي لا يفتأ أن يصرح في المحافل المختلفة أنه ماركسي أكثر من الماركسيين، وهو تلميذ وفيٌّ لفلسفة أستاذه اليهودي الشهير "باروغ اسبينوز". وأوكلت اللجنة معالجة "الغزو الثقافي" إلى ماركسي شهير هو محمود أمين العالم، أحد مؤسسي الحركة الماركسية في مصر. وكلفت اللجنة رائد العلمانية في الوطن العربي د/فؤاد زكريا بوضع مسودة المشروع. وأوكلت اللجنة صياغة مشروعها تحت عنوان "الإنتاج الفكري والتخطيط المستقبلي له" إلى د/ عبد العظيم أنيس أحد رموز الشيوعية في مصر، كما أوكلت إلى د/ محمد عابد الجابري صياغة مشروع لندوة "وسائل التخطيط الثقافي" وهو حداثي كبير متفرنس.
بهذا وغيره يظهر الخطر العقائدي للحداثة على المسلمين، وهذا من أكبر أنواع الخطر، فإن زلزلة عقائد المسلمين حكم بنهاية الأمة وتيهها بين الأمم.
المصدر:موقع صيد الفوائد- مقال الخطر الحداثي على العقيدة د. أحمد محمد زايد – جامعة الأزهر