الانطباعية مذهب أدبي فني، ظهر في النصف الثاني من القرن التاسع عشر في فرنسا، وهو يعتبر الإحساس، والانطباع الشخصي الأساس في التعبير الفني والأدبي، لا المفهوم العقلاني للأمور. ويرجع ذلك إلى أن أي عمل فني بحت لابد أن يمر بنفس الفنان أولاً، وعملية المرور هذه هي التي توحي بالانطباع أو التأثير الذي يدفع الفنان إلى التعبير عنه.
المصدر:الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة - الندوة العالمية للشباب الإسلامي
فالانطباعية إذن تعكس ما تتأثر به وينطبع فيها من مبادئ وأفكار جديدة, وفلسفات حديثة معاصرة, وتعارض المبادئ والقيم القديمة, التي لا يجوز أن يتحدث عنها الانطباعي, لأنه لا يتأثر بها, إذ لا يفكر فيها ولا ينتحلها.
والانطباعيون كما أنهم يرفضون القيم والأفكار القديمة, ويثورون على التقليد والاتباع للماضي مهما كان مفهومه فإنهم كذلك يتمردون على اللغة وقواعدها وزاعمين الاستغناء عنها بالأحاسيس النفسية والتأثيرات الانطباعية والتعبير بالألوان والرموز والإشارات أو ما يسمى بالفن التشكيلي.
يقول عدنان النحوي:"بدأت الرمزية والانحطاطية والانطباعية هجوما أولياً على اللغة هجوما سيزداد حدة وعنفا مع نمو حركات الحداثة ولقد بدأ الصراع مع محاولة التركيز على الأسماء, وتحويل الأفعال والصفات إليها ومع محاولات التخلص من جزئيات اللغة كالحروف وأدوات العطف وهذا الصراع يأخذ صورة فكرية فلسفية تحاول أن تدافع عن نفسها ... "(١).
المصدر:الحداثة في العالم العربي دراسة عقدية لمحمد بن عبد العزيز العلي- ٢/ ٦٤٣