للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أقوال الليبراليين في هذا الجانب: يقول جودت سعيد:"والشعور بالأناقة – المدنية – قد يكون في صورة انتصار عسكري، أو عدالة اجتماعية، كما في الثورة البلشفية، أو في صورة حقوق إنسان، كما في الثورة البلشفية ... " (١).وها هو خالص جلبي (شيخ العصرانيين في القصيم) يشيد بالزنديق (محمود محمد طه) ويكيل له الثناء العاطر، ويتباكى على إعدامه من قبل الحكومة السودانية في عهد الرئيس محمد جعفر النميري، يقول:"وفي عام ١٩٧١م أعدم "محمود طه" في السودان بيد الطغمة العسكرية بتهمة الردة، وكان رجلا مجددا، ولم يكفر ولم يرتد، ولكنها السلطة التي لا تتحمل النقد والمعارضة" (٢).ج- أما محمد بن علي المحمود، فقد أثنى على رموز التنوير من الفلاسفة، والتنويريين، حيث يقول:"بينما كان فيلسوف التنوير الأكبر (فلوتير) على فراش الموت حضر إليه رجل الدين الكهنوتي، يطالبه بالاعتراف؛ ليحقق له الغفران، وبما أن فيلسوف التنوير قضى عمره الطويل في العمل في فضح الدجل الكنسي، وتعرية الاستغلال الكهنوتي، فقد رفض هذا الإجراء الذي لو قبله لكان تضحية فضائحية، بمسيرة عمره التنويري المليء بالصراع مع عالم الخرافة" (٣). ويقول:"رحلة البحث عن الإنسان، من خلال البحث عن العقل الممكن وإمكاناته، ومن خلال التمحور الحقوقي حول حريته المسلوبة، ومن خلال البحث عن سبل انعتاقه من أسر ماضيه، ووضعه على عتبات المستقبل، كانت ملحمة من أروع الملاحم في تاريخ البشرية. تلك الرحلة التي بدأت بوادرها الخافتة منذ القرن الثالث عشر الميلادي، وظهرت جلية في المنجزات النظرية التي تعكس الوعي، كما عند لوثر، وسبينوزا، وديكارت .. إلخ، إلى راسل، وهيدجر، وفوكر، ودريدا .. إلخ، مرورا بكانت، وهيجل، وروسو، وفولتير" (٤).ويقول:"لم ينهض التنوير الأوروبي المجيد، الذي أخرج الإنسانية من ظلمات الجهل والتخلف والانحطاط، إلى نور العلم والتقدم والمدنية الإنسانية إلا على إيمان راسخ وعميق بهذا الإنسان، إيمان متفائل، يتكئ على فعاليات عقلية، ومعطيات تجريبية من عالم الوقائع المادية ولكنه – قبل ذلك وبعده – يكاد يكون عقيدة كلية، تستولي على مشاعر أولئك الفلاسفة العظام، في عصر النهضة الأوروبي" (٥).ويقول مشجعاً لنشر ثقافة رواد التنوير: "إن كثيرا من كتب رواد التنوير العربي منذ الطهطاوي وإلى آخر كتاب ثقافي صدر في دور النشر العربية لا وجود لها في ذاكرة أبنائنا" (٦).

ونقول لهذا الكاتب المفتون: ماذا تركت للأنبياء والمصلحين؟!

المصدر:التطرف المسكوت عنه أصول الفكر العصراني لناصر الحنيني - ص ٥٦


(١) انظر ((مجلة البيان)) العدد (٢١٩) ذو القعدة ١٤٢٦هـ.
(٢) انظر ((الإسلام الليبرالي)) (٩٣،١٠٩) لمحمد إبراهيم مبروك و ((مجلة البيان)) العدد (٢١٩) ذو العقدة ١٤٢٦هـ.
(٣) انظر: الموقع الإلكتروني: www. mengos.net.
(٤) (( مستقبل الثقافة في مصر)) (ص٤٣).
(٥) ((مستقبل الثقافة في مصر)) (ص ٤٨)، ويمكن مراجعة نقد الأستاذ سيد قطب له، وكتاب: ((تحت راية القرآن)) لمصطفى الرافعي.
(٦) انظر حول هذا الموضوع: ((دعوى الإسلام الليبرالي)) (ص٣٦٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>