للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثالثاً: الآثار السياسية: إقصاء الشريعة عن الحكم وعزلها عن الحياة, وحصرها في نطاق المسجد والعبادات الشخصية, وهو ما يعرف بـ (العلمانية) أو اللادينية فالدعوة الليبرالية في حقيقتها هي العلمانية, وإن وجد فاصل بينهم فهو رقيق جدا وكأنهما وجهان لعملة واحدة واسمان لمسمى واحد. (١).يقول عادل الطريفي: "إن حاجة كثير من البشر للإيمان بالدين هي في إعطائهم معنى روحيا لحياتهم, ولكن بعد ذلك تصبح الأديان غير قادرة على التدخل في تحديد النظم الحياتية للبشر, إنها تفيد في قيادة أخلاق الناس وتوجيههم الوجهة الروحية المطمئنة, ولكنها تخرج عن دورها المطلوب إذا فرضت شروطها على مواضعات البشر السياسية والاقتصادية والاجتماعية" (٢).ويقول يوسف أبا الخيل: "الإسلام بصفائه الأول كما نزل على محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم يفرق تماما بين الناحية الروحية والناحية الاجتماعية بكافة ما تشتمل عليه من سياسة واقتصاد وتربية وتعليم وصناعة إلخ, الأولى تنظمها النصوص الصحيحة صحة قطعية ثبوتا ودلالة, أما الثانية فمتروك شأنها للعقل البشري ليرى فيها ما يشاء وفق مصالح الجماعة الراهنة المتأثرة بالمتغيرات الزمانية والمكانية, وهذه هي الحداثة بعينها بغض النظر تماما عما اصطحبته الممارسات التاريخية الاجتماعية منها والسياسية معها من تراث بشري خلط الروحي بالدنيوي والسياسي بالديني تبعاً لإملاءات أيديولوجية مختلفة" (٣).

الولاء للفكر الغربي, والاستقواء بالأجنبي.

المصدر:التطرف المسكوت عنه أصول الفكر العصراني لناصر الحنيني - ص ١٣٥


(١) في مقال له بعنوان (المرأة ... من الأيدلوجيا إلى الإنسان) نشر في ((جريدة الرياض)) , بتاريخ: الخميس ٢٤ المحرم ١٤٢٧هـ فبراير ٢٠٠٦م, العدد ١٣٧٥٨.
(٢) في مقال له بعنوان (الإنسانية والطائفية: صراع الأضداد) نشر في ((جريدة الرياض)) , بتاريخ: الأحد ٢٠ المحرم ١٤٢٧هـ فبراير ٢٠٠٦م, العدد ١٣٧٥٤.
(٣) في مقال له بعنوان (فلسفة الولاء والبراء في الإسلام) نشر في جريدة الرياض, بتاريخ: الثلاثاء ٢٠ جمادى الآخرة ١٤٢٦هـ يوليو ٢٠٠٥م, العدد ١٣٥٤٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>