وكان من جراء تلك الموجة العارمة أن نسي الرجل المسلم والمرأة المسلمة أن وراءهم حسابا وعقابا أخرويا لاستحلالهم ما حرمه الله عليهم فاتجهوا لإشباع شهواتهم الحيوانية، ولم يعد التماسك الاجتماعي بينهم قويا، بل تآكل، ثم حدث أن تفاخر كل من الرجل والمرأة في اقتناء أجمل الثياب وسائر المظاهر، ثم اتجهوا إلى أدوات التجميل التي تصنعها المصانع اليهودية والنصرانية، وانتشرت الفتن والخيانات وفقدت الحشمة والحياء بين الجنسين، وقد انتشرت خديعة كبرى يرددها كثير من الناس دون أن يعرفوا مصدرها الخبيث، وهي خديعة أن النساء المحجبات هن الداعرات والداعيات إلى الفواحش، وحيلة أخرى وهي أنهن يردن إخفاء قبحهن، بينما السافرات لا يتعرضن لأي أذى سائرات لا يلتفتن لأحد ولا يلتفت إليهن أحد، واثقات من أنفسهن، وتمت هذه الحيلة على كثير من النساء المسلمات فنبذن الحجاب خوفا من هذه الدعاية الكاذبة الضالة المضلة.
وقد اخترع أعداء الفضيلة لتقوية هذه الحيلة طرقا شيطانية منها:
توجيه بعض العاهرات الفاجرات أن يتسترن بمثل الألبسة التي تتستر بها المؤمنات العفيفات الشريفات وأن يسرن في الأسواق العامة ويتعرضن للفساق، وهن في هذه الألبسة الساترة المزورة، فيظن من لا يعرف سر هذه المكيدة أن الأمر على حقيقته. ويراد من وراء هذه المكيدة إعطاء الأدلة على أن المحجبات فاسقات، وكذلك لمضايقة المحجبات أيضا من ناحية أخرى. توجيه فريق من الفساق المأجورين أن يتعرضوا للمتسترات العفيفات في الطرقات العامة ويؤذونهن في عفافهن بفسق من القول أو الغمز أو اللمز أو اللمس .. الخ (١).
ويراد من هذه المكائد مضايقة المحجبات كي ينبذن الحجاب، ومن المتوقع أن المرأة المسلمة إذا لم تكن عندها حصانة كافية من المعرفة بالإسلام ومعرفة بثواب الصابرين من المتوقع لها أن تنهار أمام تلك الضغوط كلها، وهو ما حصل بالفعل حتى أصبحت بعض النساء تستحي أن تلبس ثياب الحشمة وكاد أن يتحقق ما توقعه الفاجر " فرويد" من أنه لابد من التركيز على ذم الحشمة عند النساء حتى تصبح عيبا في نظرهن.