للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي استفتاء لمعهد غالوب في أمريكا تقول النتيجة: " إن المرأة متعبة الآن، ويفضل ٦٥% من نساء أمريكا العودة إلى منازلهن: كانت المرأة تتوهم أنها بلغت أمنيتها في العمل، أما اليوم وقد أدمت عثرات الطريق قدمها، واستنزفت الجهود قواها فإنها تود الرجوع إلى عشها لاحتضان أفراخها (١).بل وصل الحال بدعاة العلمانية الغربية إلى أن يعتبروا الفضائل رذائل، والعفة مشكلة فقد " انزعجت السلطات التعليمية في اسكوتلانده بسبب موجة الزواج التي تعصف بالمدرسات، فقد تبين أنه خلال عام ١٩٦٠م عينت ١٤٦٣ مدرسة في اسكوتلانده، وفي نهاية العام تركت ألف منهن الوظيفة للزواج، وقالت السلطات إن الزواج يهدد النظام المدرسي " (٢).

وهؤلاء الذين ينزعجون من تزويج النساء يشابهون انزعاج قوم لوط حينما دعاهم عليه السلام إلى الطهارة والعفة، فاعتبروا دعوته جريمة، كما قال تعالى مخبرا عن ذلك: أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ النمل [:٥٦].

وكان لوقوف دعاة الشر في وجه فطرة المرأة آثاره السلبية، فقد ارتفعت نسبة الانتحار بين النساء في تلك المجتمعات، وارتفعت نسبة الطلاق بينهن، بل وارتفعت نسبة السرقات بين النساء دون أن يكن في حاجة إلى المال، وإنما إلى الانتقام من المجتمع الذي أوصلهن إلى تلك الحالة التعيسة. أقدمت الممثلة الشهيرة "مارلين مونرو" على الانتحار رغم بهرجة الحياة التي كانت ترى عليها، وقد كتبت قبل أن تنتحر هذه النصيحة لبنات جنسها تقول فيها: "احذري المجد .. احذري من كل من يخدعك بالأضواء، إني أتعس امرأة على هذه الأرض، لم أستطع أن أكون أما، إني امرأة أفضل البيت والحياة العائلية الشريفة على كل شيء .. إن سعادة المرأة الحقيقية في الحياة العائلية الشريفة الطاهرة، بل إن هذه الحياة العائلية لهي رمز سعادة المرأة، بل الإنسان .. وتقول في النهاية: " لقد ظلمني كل الناس، وإن العمل في السينما يجعل من المرأة سلعة رخيصة تافهة مهما نالت من المجد والشهرة الزائفة" (٣).وقد كتب بعض الأطباء في " فيينا " تقريرا عن نسبة محاولات الانتحار بين الفتيان والفتيات قال فيه: "وقد لوحظ أن النساء أكثر محاولة من الرجال، ففي عام ١٩٤٨م كان عدد المحاولات من النساء ٣٨١، وهذا يوافق ٦١ر٥٨% من المجموع، وفي عام ١٩٥٦م كان العدد ٥٩٠ أي بنسبة ٧٣ر٥٦%، وفي عام ١٩٥٩م كانت النسبة ٩٢ر٥٥%، كما لوحظ أن نسبة المحاولات من الفتيان والفتيات الذين تتراوح أعمارهم بين ١٤ عاما، و٢٠ عاما ترتفع باستمرار، فعند الفتيان كانت النسبة في عام ١٩٤٨م ٥ر٦%، وفي عام ١٩٥٦م كانت ٥٣ر٦%، وفي عام ١٩٥٩م كانت ٨١ر٦%. وأما عند الفتيات فالتصاعد مخيف، ففي عام ١٩٤٨م حاولت ٥٠ فتاة الانتحار، وهذا يشكل نسبة ٦٩ر٧% من مجموع محاولات الانتحار في ذلك العام، وفي عام ١٩٥٦ حاولت ٨٩ فتاة الانتحار، وهذا يشكل نسبة ٥٥ر٨%، وفي عام ١٩٥٩م حاولت ١٥٠ فتاة الانتحار، وهذا يعني نسبة ٢٠ر١٤%، وهذا يعني أن كل تسعة أيام توجد ست محاولات انتحار، أربع منها من جانب الفتيات، واثنتان من جانب الفتيان" (٤).

وقالت إحدى الكاتبات الألمانيات: " أتمنى أن أعيش مع رجل ناجح حتى ولو كانت له عشر زوجات " لأنها لا تعرف أن للرجل أن يجمع بين أربع زوجات فقط في الإسلام عند حاجته لذلك.

ومع كل ما سبق فإنه من المؤسف ما تلاحظه – أخي القارئ – من استشراء ذلك الداء العضال الذي أصيب به الغرب في أخلاقهم وفي سلوكهم الاجتماعي، من المؤسف أن ينتقل ذلك كله إلى ديار المسلمين الذين أصبحوا أشبه ما يكونون بتلك القرية التي ضربها الله مثلا بقوله تعالى: وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللهِ فَأَذَاقَهَا اللهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ [النحل:١١٢].

ومما يجدر التنبيه إليه قضية الفوارق بين الناس وما هو الصحيح في النظرة إليها.

المصدر:المذاهب الفكرية المعاصرة لغالب عواجي ١/ ٩٩


(١) ([٢٨]) ((المرأة بين الفقه والقانون)) (ص٢٥٩) – عن ((العلمانية)) (ص ٤٣٥).
(٢) ([٢٩]) ((المرأة بين الفقه والقانون)) (ص٢٥٧) – عن ((العلمانية)) (ص ٤٣٥).
(٣) ([٣٠]) ((المرأة بين الفقه والقانون)).
(٤) ([٣١]) ((المرأة بين الفقه والقانون)) (ص٢٧٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>