- الشيوعية مذهب فكري منافٍ للإسلام، واعتناقها كفر بالله، وبالدين الذي ارتضاه لعباده.
المصدر:رسائل في الأديان والفرق والمذاهب لمحمد الحمد – ص ٤٦٨
فلما تبين بطلان الشيوعية ومدى ما أحدثته من بلايا، وما جرته على البشرية من رزايا - يتجلى لنا مدى حاجة البشرية، بل ضرورتها إلى الدين الحق، والمنهج القويم، الذي يكفل لها السير على طريق مستقيمة واضحة، تجد فيها السعادة، وتتحقق الراحة.
ولا ريب أن ذلك لا يوجد إلا في الإسلام الذي أكمله الله وارتضاه لعباده؛ فلن تجد البشرية الراحة، ولن تتحقق لها السعادة إلا بالأخذ به، وتطبيقه على جميع مناحي الحياة.
ومما يؤكد ذلك ويبرهن عليه - ما خص الله به دين الإسلام من الخصائص التي لا توجد في دين أو مذهب غيره.
ومن تلك الخصائص التي تثبت تميز الإسلام، وتفرده، ومدى حاجة البشرية إليه ما يلي:
١ - أنه جاء من عند الله، والله عز وجل أعلم بما يصلح عباده أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ [الملك:١٤].
٢ - أنه يبين للإنسان بدايته، ونهايته، والغاية التي خلق من أجلها، قال -تعالى-: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً [النساء:١].
وقال: مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى [طه:٥٥].
وقال: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ [الذاريات:٥٦].
٣ - أنه دين الفطرة، فلا يتنافى معها، قال - تعالى -: فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ [الروم:٣٠]. قال العلماء فطرة الله: دين الإسلام (١).
٤ - أنه دين العدل والأخوة الصادقة، فلا ظلم فيه، ولا عنصرية ولا طبقية، ولا تعصب للون، أو جنس، أو عرف إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُم [الحجرات:١٣].
٥ - أنه يعترف بالعقل ويدعو لإعماله، وفي الوقت نفسه يضع له غاية يقف عندها؛ حتى لا يتيه فيما لا طاقة له به.
٦ - أنه يعترف بالعواطف الإنسانية ويوجهها الوجهة الصحيحة.
٧ - أنه لا ينافي العلم الصحيح، بل يأمر به، ويحث عليه.
٨ - أنه يلبي حاجات الإنسان ويجمع بين مطالب الروح، والعقل، والجسد.
٩ - أن الله تكفل لمن أخذ به بالسعادة والعزة والنصر، والتمكين فرداً كان أو جماعة، قال - تعالى -: مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُون [النحل:٩٧].
وقال: وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِين [المنافقون:٨]، وقال: إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ [غافر:٥١].
وقال: وَإِنَّ جُندَنَا لَهُم الْغَالِبُونَ [الصافات:١٧٣].
١٠ - أن فيه حلاً لجميع المشكلات، قال - تعالى -: مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ [الأنعام: ٣٨].
١١ - اشتمال شريعة الإسلام بنصوصها وأصولها على أحكام ما لا يتناهى من الوقائع.
١٢ - أن شريعته أحكم ما تساس به الأمم، وأصلح ما يقضى به عند التباس المصالح، أو التنازع في الحقوق.
١٣ - عموم الإسلام وصلاحه لكل زمان، ومكان، وأمة، بل لا تصلح الأحوال إلا به.
١٤ - أنه دين المحبة، والاجتماع، والألفة والرحمة.
١٥ - أنه دين العمل، والجد، والحزم.
(١) ((الإسلام والحضارة الغربية)) د. محمد محمد حسين (١٨٣ - ١٨٤).