ومنهم عاهانُ بن الشَّيطان، كان شريفا، واشتقاق عِاهَان من العاهة. من قولهم رجل مَعُوةٌ: إذا كانت به ععاهة، ورجل مُعِيةٌ: إذا وقعت في إبله عاهة وَعوّضة بالمكان: إذا أقام به. قال الراجز شأزش بمن عَوَّة جَذْب المُنَطَلق.
والمعوَّه: الموضع الذي يقيم به.
ومنهم الحارث بن كعب بن الدَّيان بن قَطَن بن زياد.
ومنهم القَعْنبي الفقيه، واسمه عبد الله بن سلم بن قَعْنب.
ومن مواليهم سيبويه، واسمه عمرو بن عثمان بن قُنْبُر النحوي مولى لهم.
ومنهم عامر بن إسماعيل الحارثي: قاتل مَرْوَان بن محمد الجَعْدِي، وكان من الفُتَّاك.
ومنهم رَبْطة أم أبي العباس السَّفاح بنت عبد الله بن عبد المَدَان بن قَطَن بن زياد بن عبد الله بن الحارث بن مالك بن عبد الله ابن ربيعة بن كعب بن الحارث بن كَعْب.
ومنهم المجلجل الشاعر، واسمه يزيد بن جون بن مُرْنة بن معاوية بن الحارث بن مالك بن عبد الله ابن ربيعة بن كعب بن الحارث بن كعب.
ومن قبائل الحارث بنو الدار، واسمه يزيد، وبنو الحِمَاس، وبنو النجاش، واسمه عامر بن ربيعة، وبنو مُسْلِية بطن، ومُسْلِية مُفْعِلة من أسْلَيته كذا وكذا وهو السُّلُوُّ والسُّلْوَان. ويقال: سَقَيِتني عنك سلوةً، أي عِملت بي عملة فسلوتُ عنك. فأمَّا سَلاْنْ السَّمن فهو مهموز من أسْلأة سَلأَ، وهو السَّلاء ممدود والسُّلَيُّ: موضع معروف. والسُّلْواَنَة: خرزة من خرز الأعراب يعلقونها على العاشق ليسلو - بِزَعْمهم. ومن بني النجاش النَّجاشُّي الشاعر، واسمه قَيس بَن عمرو بن مالك بن معاوية بن جُرَيْج بن النجاش، وهو عمرو بن ربيعة بن كعب بن الحارث بن كعب. وهَجَا النجاشي بني العَجْلاَن فاسْتَعَدوا عليه عمر بن الخطاب رحمه الله فقال لهم عمر: ما قال فيكم؟ قالوا: قد قال:
إذا الله عادى أهل لُؤْمٍ ورقةٍ ... فعادى بني العجلان رَهْطَ بن مُقْبِلِ
فقال عمر:إنما دّعّا، إن كان مظلوما اسْتَجَبْتُ، وإن كان ظالما لم أستجب له. قالوا له: وقد قال:
قبيلته لا يغدرون بِِّمَّةٍ ... ولا يَظْلِمُون الناسَ حَبَّةَ خَرْدَلِ
فقال عمر: ليت آل الخطاب هكذا. قالوا له: وقد قال:
ولا يَرِدُون الماءَ إلاَّ عَشِيَّةً ... إذا صَدَر الوُرَّادُ عن كُلَّ مَنْهَل
قال عمر: هو أهدأ لسقيهم. قالوا له: وقد قال:
وما سُمِّيَ العَجْلانَ إلاّ لِقيلِهِمْ ... خُذِ القَعْبَ واجلب أيها العبدُوا عْجَل
قال عمر: خَيْر القومِ خَادِمُهم. قالوا له: وقد قال:
تَعَافُ الكلاب الذاريات ببابهم ... ويأكُلْن مِن كعب وعَوْفٍ ونهشل
فقال عمر: خير القوم موتاهم ولم يضيعوهم. وكفى ضياعا من أكل لحمة الكلاب. ثم بعث إلى النجاشي فقال له: إن عُدْتَ قَطَعْتُ لسانك.
وأُتِيَ به لعلي بن أبي طالب في شهر رمضان سكراناً فَجَلَدهُ مائة جلدة، فقال له: يا أمير المؤمنين. هذا الحَدُّ فما هذه العلاوة؟ فقال: لأن ولائدنا وصبياننا صيامُ وأنت مُفْطِر - فهرب إلى معاوية. والنَّجاشيُّ اسم ملك الحبشة، فإن جعلته عربيا فهُو مِنَ النَّجْش، والنَّجْشُ كشفُك الشيء وبَحثُك عنه، ورجل مِنْجَش ونَجَّاشٌ: إذا كان يكشف عن أمور الناس. ومَنْجَش: عبد كان لقيس بن مسعود بن قيس بن خالد، وكان كسرى وَلَّي قيساً الأبلة، وجعلها طُعْمةً له فاتخذ مَنْجَشُ المنجشانية وكان يقال روضة الخيل.
ومنهم شَرِيك بن الأعور، وشُرَيح بن الأعور، واسم الأعور هانئ بن نهيك بن دُرِيْد بن سَلَمَة، وهو الضباب بن ربيعة أخو النجاشي بن ربيعة بن الحارث بن كعب، وشَريك بن الأعور هذا كان من رجالهم، وهو الذي دخل على معاوية بن أبي سفيان، وكان شريك رجلا قصيرا، وأراد معاوية أن يضع مِنْ قَدْره فقال له معاوية - وقد دخل عليه ذات يوم - إنك لشريك، ومالِله من شريك، وإنك لابن الأعور، والبصير خيرٌ من الأعور، وإنك لقصير، والطويل خير من القصير. فقال له شَرَيك: مَهْلاً يا معاوية، مَهْلاً يا معاوية، إنك لابن حَرْب والسلم خيرٌ من الحرب، وإنك لابن صَخْر. والسهل خيرٌ من الصَّخْر، وإنك لمعاوية وما معاوية إلا كلبة عَوَت فاسْتَعْوَت. ثم استشاط غيظا، وسلَّ من سيفه شِبْراً، وأنشأ يقول: