للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أيشتُمني معاوية بن حرب ... وسيفْي صارمٌ ومعي لساني

وحَوْلي من ذَوي يَمِنٍ رجالٌ ... غطارفة تَهَشُّ إلى الطعان

فإن يَكُ مِن أُمَيَّة في ذُراها فإني في ذرى عبد المَدَان

وإن يكنُ الخليفةُ من قُرَيش ... فإنا لا نقر عَلَى الهوان

ثم خرج مُغْضَباً، فخرج وراءه خلقٌ كثير من اليمانية كانوا حضروا، فغضبوا لغضَبِهِ. فعند ذلك قَامَ معاوية ماشياً خلفه، خَوْفاً من الفتنة، فترَّضاه واعتذر إليه من الذي كان منه، ولم يزل به حتى رَضَى وَرَجَع معه، وحَبَاهُ ووَلاَّه على بلد قومه.

ومنهم بنو رعيد وبنو معقل.

النّضخع: فأما النَّخعَ جَسْر بن عمرو بن عْلة بن مَذحج، فاسمه عمرو وإنما سمي النَّخع لأنه انتتخع عن قومه، أي بعدُ عنهم والنَّخاع: عَصَبَية تَنْتَظم فَقَار الإنسان وغيره. ونَخَعت الشَّاة إذا شققت نحرها بعد ذبحها ليخرج دمُ فؤادها.

ومن النَّخَع أرطأةُ بن كَعْب بن شراحيل بن كَعْب بن سُلامان بن عامر بن حارثة بن سعد بن مالك بن النَّخع، وأرطاة هذا وافد النَّخع إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وكان عقد له لواء على قومه، فكان مع أخيه يوم القادسية ومن ولده الحَجّاج بن أرطاة الفقيه، والأرطي: ضرب من النَّبت، والجمع أراطي، وأديمٌ مأروط: إذا دُبغَ بالأرطي.

ومنهم عَرفجة بن وَهْم بن سنان بن عامر بن مالك، صاحب لواء النَّخع.

ومنهم الأرقم بن جَهِيشْ بن بدر وهو من أشرافهم، وكان قدم مع أرطاة إلى النبيَّ صلى الله عليه وسلم. ومنهم الأشتْر النَّخعي، واسمه مالك بن الحارث بن عبد يغوث بن مَسلم بن ربيعة بن جذيمة بن سعد بن جذيمة بن سعد بن مالك بن النَّخَع وجَهَيْش فُعَيل قولهم أجهش الرجل إذا همّ بالبكاء قال الشاعر:

جاءت تشكَّي إليَّ النَّفسُ مُجْهِشةً ... وقد حَملتُك سبعاً بعد

وكان مع علي بن أبي طالب في سائر حروبه كلها، وفي يده رايته، وهو الذي رَفَع معاوية بن أبي سفيان المصاحف كانت معه رايةُ علي بن أبي طالب وهو يقول:

نقَّيت وَفْري وانحرفتُ عن العُلَي ... ولَقيِت أصيْافي بَوجْهِ

إنْ لَمْ أشنّ على ابن هند غارةً ... لم تَخْلُ يوما مِن نِهَاب

خيلا كأمثال السعالي شربا ... تعدو ببيض في الكريهة

حَمِيَ الحديدُ عليهمُ فكأنه ... وَمَضَانُ بْرقٍ أو شُعاع

وهو الذي تَولى كشف صفين والأشعث بن قيس الكندي، وجرير بن عبد البجلي ووجوهٌ كثير من اليمانية وفرسانها، وصفين كانت بين علي بن أبي طالب ومعاوية بعد عمر. ولما خرج مالك الأشْتر النَّخعي من عند علي بن أبي طالب سلَّم إليه العَهْد على مصر، بلغ معاوية ذلك فأتبعه مولى لعثمان بن عفان ومعه من سُمٍّ، فلما لحقة الرجل تنكَرَ على الأشتْر وأوهمه أنه مولى لعُمَر بن الخطاب فقرّبه وسار به معه، س فلما انتهى الأشتر إلى عين الشمس نزل بامرأة من ففرحت به وأتته بالسمك، فأكل منه، ثم قالت: الذي يقتل هذا عندنا فقال لبعض من حضر معه: أحضر لي شربةً من عَسَل. فسبق إليه ذلك فخرج ذلك السمّ في شربة من عسل وناوله، فلما شربه واستقر في جوفه ويقال: إنه مات بالفَرَما من عمل مصر، فبلغ الخبرُ معاوية فَخَطب وقال: إن الله قد كفاكم الأشتر النخعي. فقام إليه عَمْرو بن العاص فقال: فيم وبمَ يا أمير المؤمنين؟ فقال: بشربةٍ من عسل. فقال عمرو: إن لله جنودا منها العَسَل.

<<  <   >  >>