وكان منهم يزيد بن شجرة الرُّهاويُّ. وكان فارسا، وهو الذي وجَّهَهُ معاوية بن أبي سفيان ليُقيِم بالناس الحَجّ، ووجَّه علي بن أبي طالب عبد الله بن العباس، فلما اجتمعا بمكة خشيا أن يكون في حرم الله حَرْب فاصطلحا. على أن يصلي بالناس شَيْبَة ابن عثمان بن أبي طلحة الشيبي.
ومنهم تُجِيب بنت ثوبان بن سُلَيْم بن رُهاء، وهي التي غَلبت على ولد السكون بن أشرس بن كندة.
ومنهم مالك ابن مروان الرُّهَاوي الذي كان على طوائف البحر معاوية. ومنهم مُسْلية ابن عامر بن رُهَاء بن حارث بن عُلَة بن خالد بن مذحج.
عَنْس: وأما عَنْس بن مذحج بن أدد فاسمه زيدُ بن مالك. والعَنْسر الصُّلبة من قولهم عَنَسَت المرأة إذا كبرت ولم تتزوج، وكذلك الرَّجل. وقيل حتى أنت أشْمط عانس.
فولد عَنْس، وهو زيد بن مالك ابن الحارث - عبد الله، ومالكاً وسعد.
فمن بني الحارث عمار بن ياسر، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو عَمَّار بن عبد الله ابنا ياسر بن عمار بن مالك بن كنانة بن قيس بن الحصين بن ثعلبة بن عوف بن حارثة بن عامر بن سعد - وهو يام بن عبس بن مذحج النبيُّ صلى الله عليه وسلم يمرّ بعمار وأبيه ياسر وأمُه سُمَيَّة وأخيه عبد الله يعذبون بمكة قبل النبيُّ صلى الله عليه وسلم بالهجرة، فيقول النبي صلى الله عليه وسلم: اصبروا يا آل ياسر فإن موعدكم الجنة، وكان الذي يتولى عذابهم أبو جهل بن هشام لعنه الله. واجتاز عمارٌ يوم بدر أبو جهل بن هشام فوجده صريعا فأجاز عليه، وكان عمار شهد بدرا - من قولهم وذَمت الناقة توذيماً إذا جعلت على فمها وذيمة، وهي قطعة من مستطيلة - وكان عمّار بن ياسر رحمه الله من خِيار المسلمين، شهد المواضع كلها مع النبي صلى الله عليه وسلم، وقال له تقتلك الفئة الباغيةُ، قاتِلكُ وسَالِبُك في النار يوم صفين، وهو مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه فلما بلغ قتلهُ معاوية قال في الشام: إنما قتله الذي أخرجه معه.