فحملته على عارب بعيرها، وكان يميل إليها ويدخل رأسه في خدرها ويقبلها، فإذا مال مال هودجها. فقالت يا امرأ القيس قد عَقَرْت بعيري، فحكى امرؤ القيس قولها في قصيدته التي أولها: على عارب بعيرها، وكان يميل إليها ويدخل رأسه في خدرها ويقبلها، فإذا مال مال هودجها. فقالت يا امرأ القيس قد عَقَرْت بعيري، فحكى امرؤ القيس قولها في قصيدته التي أولها:
قفا نبكي من ذكرى حبيب ومنزل ... بسقط اللوى بين الدخول فحومل
نقول وقد مال الغبيط بنا معا ... عقرت بعيري يامرأ القيس فأنزل
ورغم بعض الرواة: أن أول بيت من هذه القصيدة هذا - والله اعلم - وسار معهن حتى كن قريبا من الحي فنزل، واقام حتى جن عليه الليل اتى اهله، فقال في ذلك هذه القصيدة:
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل
قال ابو حاتم بن محمد السجستاني: قال بعض الرواة عن المنفضل الكوفي عن ابي الغول النهشلي الأكبر قال: لما نزل امرؤ القيس بن حجر الكندي طيئا تزوج امرأة منهم تسمى ام جندب، وكان امرؤ القيس يعترض الشعراء، فنزل به علقمة بن عبدة الفحل وكان صديقا لهن فتذاكر الشعر، وادعى كل واحد منهما الفضل على صاحبه، فقال امرؤ القيس: أنا اشعر منك. وقال علقمة: انا اشعر منك. قال: فقل شعرا تنعت فيه فرسك والصيدن واقول شعرا مثل شعرك، هذه الحكم بيني وبينك، يعني الطائية أمرأة امرئ القيس فبدأ امرؤ القيس يقول:
خليلي مرا بي على ام جندب ... لنقضي لباب الفؤاد المعذب
فنعت فرسه والصيد حتى فرغ وكان علقمة قال:
ذهبت من الهجران كل مذهب
فنعت فرسه والصيد، وكان في قول امرئ القيس حيث يقول:
فللساق الهوب وللسوط درة ... وللزجر منه وقع اهوج منعب
وفي قول علقمة بن الفحل
فأقبل يهوى ثانيا من عنانه ... يسمر كمر الرائح المتغلب
ويروي المتجلب. فلما فرغ من قصيدتهما تحاكما إلى الطائية امرأة امرئ القيس فقالت: لأنك ضربت فرسك بسوطك، وامتريته بساقك، وزجرته بصوتك وأدرك فرس علقمة طريدته ثانيا من عنانه، قال: فغضب وطلقها، وقال هذه القصيدة:
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل ... بسقط اللوى بين الدخول فحومل
قال الاصمعي: لم تقل الجاهلية لامية هي اجود منها، ولم تقل لامية في الإسلام هي اجود من " انا محيوك " للقطامي، ولم تقل في الجاهلية ميمية هي أجود من قول علقمة بن عبدة الفحل وهي:
هل ما علمت وما استدوعت مكتوم
قال: ولم تقل زائية هي اجود من زائية الشماخ، قال: ولو طالت زائية الهذلي لكانت اجود منها. إلا انها قصيرة. قال: واول من عشق امرئ القيس ن وهو اول من شبه الفرس بالعصا واول من قيد الاوابد، وجعل الفرس قيدا لهن، وهو اول من وقف على الاطلال والرسوم فبكى، وتبعته الشعراء. قال ابن الكلبي: اول من بكى في الديار امرؤ القيس. ابن حارثة الحمام وقال ابو عبيدة: هو ابن خذام:
عوجا على الطلل المحبل لعلنا ... نبكي الديار كما بكى ابن خذام
وقال وهو القائل:
كأني غذاة البين يوم تحلموا ... لدى سمرات الحي ناقف حنظل
أراد أنه بكى في الديار عند تحملهم، فكأنه ناقف حنظل، وناقف حنظلة ينقفها بظهره فإن صوت علم أنها مدركة فأجتناها، فعينة تدمع لحدة الحنظل وشدة رائحته، كما تدفع عينا منتقف من حب الخردل فشبه نفسه حين ناقف الحنظلة.
قال ابو عبيدة: إن أول من قيد الاوابد امرؤ القيس بن حجر الكندي، يعني بقوله في صفة الفرس " قيد الاوابد هيكل " فتبعه الناس على ذلك. وقال غيره: هو اول من شبههن الثغر في لونه بشوك السيال فقال:
منابته مثل السدوس ولونه ... كشوك السيال وهو عذب يفيض
فأخذخ الاعشى فقال:
باكرتها الاعراب في سنة النوم ... فتجري خلال شوك سيال
فأتبعه الناس، وهو اول من قال:
فعادى عداء بين ثور ونعجة.
وهو اول من شبه الحمار بمقلاء الوليد، وهو عود القلة، وبكر الاندري، والكرة الحبل، وشبه الطلل بوحي الزبور في العسيب، والفرس بتيس الحلب فقال:
لمن طلل أبصرته فشجاني ... كحظ زبزر في عسيب يماني
ومما انفرد به قوله في العقاب:
كأن قلوب الطير رطبا ويابسا لدى وكرها العناب والحشف البالي