ولولا اجتناب الذام لم يلف مشرب ... يعاش به الا لدي ومأكل
ولكن نفسا مرة لا تقيم بي ... على الضيم الا ريثما أتحول
وأطوي على الخمص الحوايا كما انطوت ... خيوطه ماريّ نغار فتفتل
وأغدو على القوت الزهيد كما غدا ... ازك تهاده التنائف أطحل
غدا طاويا يعارض الريح هافيا ... يخوت بأذناب الشعاب ويعسل
فلما لواه القوت من حيث أمّه ... دعا فأجابته نظائر نحّل
مهللة شيب الوجوه كأنها ... قداح بكفي ياسر تتقلل
أو الخشرم المبعوث حثحث دبره ... مجابيضُ ارساهنٌ سام معسل
مهرته فوه كان شدوقها ... شقوق العصي كالحات وبسل
فضج وضجّت بالبراج كأنها ... واياه نوح فوق علياء ثكّل
فأغضى وأغضت وائتسى وائتست به ... سراميل غزاها وعزّته مرمل
شكا وشكت ثم أرعوي بعد وارعوت ... وللصبر ان لم ينفع الشكوى أجمل
وفاء وفاءت بادرات وكلها ... على نكظ مما يكاتم مجمل
وتشرب أساري القطا الكدر بعدما ... سرت قربا احناؤها تتصلصل
هممت وهمت وابتدرنا واسدلت ... وشمر مني فارط متمهل
فوليت عنها وهي تكبو لعُقره ... تباشره منها ذقون وحوصل
كان وغاها حجرتيه وحوله ... أضاميم من سفر القبائل نزّل
توافين من شتى اليه فضمها ... كما ضم اذواد الأصاريم منهل
فعّيت غشاشا ثم مرت كأنها ... مع الصبح ركب من احاطة مجفل
وآلف وجه الأرض عند افتراشها ... باهدأ تنبيه سناسن قحّل
واعدل منخوضا كان فصوصه ... كعاب دحاها لاعب فهي مثّل
فإن تبتئس بالشنفري أم قسطل ... لما اغتبطت بالشنفري قبل أطول
طريد جنايات تياسرن لحمه ... عقيرته لأيها جمّ أول
تنام إذا ما نام يقضي عيونها ... حثاثا إلى مكروهة تتغلغل
والف هموم ما تزال تعوده ... عيادا كحُمى الربع أو هي أثقل
إذا وردت أصدرتها ثم انها تثوب فتأتي من تحيت ومن عل
فاما تراني كابنة الرمل ضاحيا ... على رقة أحفى ولا أتنعّل
فأني طويل الصبر أجتاب بزّه على مثل قلب السمع والحزم أفعل
وأعدم أحيانا وأغني وانما ... نيال الغنى ذو البعدة المتبدل
فلا جزع من خلة متكشف ... ولا مرحُ تحت الغنى أتخيل
ولا تزهي الأجاهل حلمي ولا أرى ... سؤولا بأعقاب الأقاويل أنمل
وليلة نحسٍ يصطلي القوس كاربها ... وأقطعه اللاتي بها يتبنسل
دغشت على غطش وبعش وصحبتي ... سعار وارزيز وحر وأفكل
فأيمت نسوانا وأيتمت ولدة ... وعدت كما أبدت والليل أليل
وأصبح عني بالغميضاء جالسا ... فريقان مسئول وآخر يسأل
فقالوا لقد هرت بليل كلابنا ... فقلنا أذئب عسّ أم عسّ فرعل
فلم يك الا نبأة ثم هومت ... فقلنا قطا قد ريع أم ريع أجدل
فإن يل من جن لأبرح طارقا ... وان يك انسا ما لها لانس يفعل
ويوم من الشعرى يذوب لعابه ... أفاعيه في رمضائه يتململ
نصبت له وجهي ولكن دونه ... ولا ستر الا تحمّى المرعبل
وضاف إذا هبت له الريح طيرت ... لبائده عن أعطافه ما ترجل
بعيد بمس الدهن والغلي عهده ... له عبس عافٍ من الغسل محول
وخرق كظهر الترس قفر قطعته ... بعاملتين ظهره ليس يعمل