" الأكراد جيل معروف، وقبائل شتى، واختلف نسبهم " عدد الأقوال وقال: " وقد ألف في نسب الأكراد فاضل عصره محمد افندي الكلردي (٢) ، وذكر فيهم أقوالاً مختلفة، بعضها صادم البعض. ورجع فيه أنهم أولاد كرد بن كنعان بن كوش بن حام بن نوح " ع " " وسرد النقول عن مؤرخين منهم صاحب كتاب مناهج الفكر ومباهج العبر وابن الجواني في آخر المقدمة الفاضلة وكتاب الجوهر المكنون في القبائل والبطون، وتاج العروس. " وفي تفسير روح المعاني عند الكلام على قوله تعالى " ستدعون الى قوم أولي بأس شديد. " يعني الأكراد كما في الدر المنشور، ورجح أنهم " جيل من الناس "، ونقل عن كتاب القصد والأمم وغيره اختلاف العلماء في كونهم في الأصل عرباً أو غيرهم. وقال: والذي يغلب على ظني أن هؤلاء الجيل لا يبعد أن يكون فيهم من هو من أولاد عمرو مزيقياء إلا أن الكثير منهم ليسوا من العرب أصلاً.
وقد انتظم في سلك هذا الجيل أناس يقال إنهم من ذرية خالد بن الوليد، وآخرون يقال انهم من ذرية معاذ بن جبل، وآخرون يقال انهم من ذرية العباس بن عبد المطلب. وآخرون يقال انهم من بني أمية، قال ولا يصح عندي من ذلك شيء وصحح نسب البرزنجة وأبدى أنهم سادة انتهى ما نقل عن التفسير باختصار. " اه هذا ما نقله الأستاذ الآلوسي المرحوم في كتابه " شرح المنظومة "، ولم يبد أي مطالعة حول أصلهم واكتفى بما أورد من النصوص وعلى كل انجلت ماهية الخلاف، وعرف تشعب الآراء والتعصب لبعضها.
ومن المتأخرين إبراهيم فصيح الحيدري قد تعقب ما جاء في تفسير الآلوسي فقال: " والأكراد كلهم على ما في القاموس من أولاد كرد بن عمرو مزيقيا. وذكر في مادة مزق ان مزيقيا، لقب عمرو ملك اليمن كان يلبس كل يوم حلتين ويمزقها بالعشى. فلذا لقب بمزيقيا. أقول " القول للحيدري " فعلى هذا تكون الأكراد من أشراف العرب وأكابرهم، وكرمهم وشجاعتهم وغيرتهم أعدل شهود على كونهم من أشراف العرب.
وأما ذكر بعضهم من أنهم ليسوا من العرب فهو من قبيل التعصب، وكفى صاحب القاموس تصحيحاً وشهادة، فهم على ما ذكره المجد صاحب القاموس من قحطان من العرب العاربة نسباً. لأن مزيقيا على ما ذكره علماء النسب من بني قحطان. وتبدل لسانهم لقرب منازلهم من العجم، فلسان الكرد ممزق لسان الفرس. " اه " عنوان المجد ص١٦٦ " وفي هذا رد ضمني لما أورده أو نقله الآلوسي في تفسيره.
ونحن لا نقول أكثر من أنهم شعب مستقل عن الشعوب الأخرى، متأثر بالمجاورين من عرب وإيرانيين. ولا ينكر أنهم اختلط بهم بعض العرب، وعاشوا معهم، وصاروا لا يفترقون عنهم بوجه وأنهم لا يزالون يحفظون أنسابهم فلا طريق للطعن كما أن كثيرين من الكرد عاشوا مع العرب والآن لا يخرجون عنهم ويهمنا الكلام على " العشائر في التاريخ " بنظرة سريعة للتوصل الى قبائل العصر الحاضر.
[قبائل الكرد في العراق قديما]
لا ندرك التقلبات العديدة في العصور المختلفة. ولكن الكثير من الأمثلة وما تعرض له المؤرخون في مباحث عديدة عرضاً أو قصداً قد يكشف عن صفحة مهمة، تشير الى ما وراءها، وتستدعي النظر، ومنها نعلم قيمة العشائر في هذا القطر. ولا يهمنا في هذه العجالة التفصيل، بل نرجح أن يكون ذلك " بيان مجرى "، ويؤدي بنا حتماً الى حقيقة ما هنالك على قاعدة " وليقس ما لم يقل ".
أما فروعهم الكبرى فهي: كرمانج لر كلهر كوران وهناك فروع أخرى تدخل ضمن هذه الفروع. والآن لا تزال هذه القسمة القديمة معروفة مصادقاً عليها. ونصيب العراق من هذه الأقسام كبير، وإن كان لا يدعي حيازتها بحذافيرها بل لا تزال أقسام كبرى في إيران قد تفوق ما في العراق، وكذا في الجمهورية التركية مقدار مهم كما أن سورية تحوي جزءاً لا يستهان به.
وفي معجم البلدان (١) ذكر ممن في شهرزور من الطوائف: الجلالية. وهي الكلالية المعروفة.
الباسيان. يريد ما نسميه بازيان.
الحكمية. لا تعرف اليوم وتنسب الى مروان بن الحكم الأموي.
السولية. لا يزال الموطن معروفاً.
وكان من أقضية لواء السليمانية وينطق به " سيول " أيضاً واللفظ العربي صحيح والآن يحتوي على قرى كثيرة عد منها صاحب سياحتنامه حدور ٢٦ قرية. وجاء ذكر هذه القبيلة المعروفة بمكانها في مسالك الابصار بلفظ " السيولية " كما في السياحتنامه (١) . وتردد فيها معالي الأستاذ أمين زكي (٢) .