والحميدي ينهزم من ذكر عنعنات القبائل، وتقاليدهم لاعتقاده انها مخالفة للشرع الشريف. ولا يحب الفخر بالأجداد. وكلما حاولت استطلاع رأيه في بعض الأمور كان جوابه مختصراً وبقدر الحاجة ...
[٢٢ - زيد]
شاهدته مراراً. وله اختلاط وألفة مع العشائر المجاورة ومعرفة بأفرادهم وهو يحفظ بعض القصائد. وله خبرة نوعاً بأحوال شمر ...
[٢٣ - أحمد]
شاهدته. وكان اجتماعي به قليلاً جداً فلم أتمكن من محادثته لأزن مقدرته وهو اشبه باخيه زيد.
[٢٤ - العاصي]
من مشاهير أولاد فرحان والمحفوظ عنه ما قاله في ابنه الهادي والد دهام المعروف اليوم:
يا صكرة ربيتها من عكب اخو شاهه (١) فساد ... بوه الحميدي والدويش واعضيب خال امه وكاد
يقول ان الصقر الذي ربيته بعد اخي شاهه (الهادي) فساد فلا يصلح. لعدم وجود مثيل للهادي يصطاد به ... وهو يمت الى الحميدي، والدويش وان عضيباً هو خال أمه بتأكيد ويريد انه من جهة أبيه وأمه وأخواله وأخوال أبيه رئيس وابن رؤساء فهو عريق في الشرف ...
[٢٥ - عجيل الياور]
هو اليوم شيخ مشايخ شمر في العراق، وابن عبد العزيز بن فرحان باشا وأكثر معلوماتي عن قبائل شمر اقتبستها منه رأساً أو بالواسطة ومن مبرد بن سوكي وبعض شيوخ شمر المشاهير ممن يعتمد عليهم. شاهدته امرءاً منطقياً، عاقلاً، كاملاً، حسن المعاشرة من كل وجه، وقد اتصلت به كثيراً، فلم أعثر على ما يمل منه وانما هناك لين الجانب، ودماثة الأخلاق، وحسن المنطق، وقوة البيان، وصدق اللهجة، وان القلم ليعجز ان يذكر كافة مزاياه. ومجمل ما يسعني ان أقوله أنه جامع لصفات العرب النبيلة.
ولا أنسى محادثاته عن القبائل وعن عرفها وتوجيهه لبعض الوقائع والأحكام البدوية مما لم أجده عند غيره، ولا يعثر عليه لدى أكثر العوارف الذين شاهدتهم ...
أولاد صفوق الآخرون: لم نعثر على وقائع مهمة عن أولاده الآخرين سوى ان عبد الرزاق وقعت له معركة مع الأتراك. وأما فرحان وفارس فقد كانت علائقهما مع الحكومة العثمانية حسنة جداً، وحصلا على رتبة (باشا) ، وتمكناً ما ناله أجدادهما من السلطة والنفوذ على قبائلهم فغطت شهرتها على الباقين من سائر رؤساء شمر. فلا نطيل القول بذكر تفرعاتهم.
[٤ - الرياسة الحاضرة في شمر]
كانت قبائل شمر تتجول في جزيرة العرب وما بين النهرين بلا معارض ولا منازع سوى ما يحدث من جراء اختلاف القبائل بعضها مع بعض أو مع الحكومة أحياناً ...
وبعد احتلال العراق من الجيش البريطاني (سنة١٩١٧م) وسورية من الجيش الافرنسي استقل كل فريق من شمر في جهته وعهدت الرياسة الى عراقي في المملكة العراقية والى سوري في المملكة السورية.
وهذه الرياسة لم يكن هذا سببها الوحيد وهناك رياسة من كل من آل محمد على ناحية أو قبيلة أو عدة قبائل. فالسلطة منقسمة بتكاثر آل محمد وتعددهم وفي زمن الحكومة العثمانية يعرف واحد منهم. واذا كان غير صالح لإدارة القبائل فالعشائر تميل الى من تهواه من آل محمد ويبقى الرئيس واسطة التفاهم ... أما اليوم فكل واحد عرف رئيساً في جهته.
ان رياسة شمر في العراق قررت الى الشيخ عجيل الياور، فهو اليوم شيخ مشايخهم لا يزاحمه فيها مزاحم، وقد خلف دهاماً آل الهادي الذي ذهب الى سورية. والآن هو في الحدود ويقود (شمر الحدود) كما سمتهم السلطة الفرنسوية.
وان مشعل باشا صار شيخاً على شمر الزور (كذا سمتهم حكومة سورية) وهم شمر الذين يسكنون دير الزور.
وهناك شمر آخرون يقودهم مثكل العجي (كذا في عشائر سورية) وتسميهم الحكومة الفرنسوية (شمر دميرقبو) .
وهنا يلاحظ ان الرقابة موجودة بين عجيل الياور وبين دهام الهادي ابن عمه ولكن لم يقع بين هذين الرئيسين ما كانت تتوقعه السلطات الفرنسية من جراء العداء أو تتنبأ به من حدوث ما يثير كامن الحقد والضغينة وانهم سوف يبقون اعداء طول حياتهم استنتاجاً من حوادث الصلح الظاهرية التي وقعت خلال عام ١٩٢٦م في عانة وعام ١٩٢٩م في حسيجة ... (١)