وهذه القبيلة في أطراف مركه. وهم تابعون لنور الديني. ورئيسهم عباس سليم اغا. ولم يكونوا من نفس نور الديني. وإنما هي قبيلة على حدة.
٣ - سوسني: ومنهم من يقول " سوسلي ". وهؤلاء رعايا. ويعدون من نور الديني. ورئيسهم عبد الله بابز اغا. الآن داخل حدود الإيرانيين. وتعد اليوم عشيرة على حدة.
٤ - ميراودلى: رؤساء هذه القبيلة رؤساء قبائل " بيشدر ". ورئيسهم بابكر اغا في نفس بيشدر. ورئيسهم عباس اغا ابن محمود اغا في شهر بازار.
وهؤلاء أصلهم خالدي كما مر، وكذا أهل دار شمانه، وأمراء بانة وفيض الله بكي ... كلهم يعدون أبناء جد واحد.
ولغة بيشدر تختلف عن لغة السليمانية، وعن لغة الجاف. ومن بيشدر من هم في مركه. ورئيسهم بايير اغا وأصلها أخوان أحدهما ميراودل " مير عبد الله "، ومنه تكون ميراودلي. والآخر فقي أحمد ومنه تكون آل بابان فجاؤوا الى دار شمانه ثم الى قره جوالان وهما قريتان.
٥ - جاف ياخيان: " جافتي بيشدر " ضمن عشيرة بيشدر. ويقال لهم " جافه رشكه ". و " جاف تلان " بين بيشدر والسليمانية، فوق " سوردار ".
وهؤلاء تبع بيشدر وليسوا منهم وإنما هم جاف كما هو معلوم من نفس القبائل ومن التسمية.
[إمارة آل بابان]
من أمد بعيد حكمت شهرزور والأنحاء المجاورة لها. عدّ صاحب الشرفنامة من رجالها " بير بوداق بن مير أبدال " وهو أول من عرف منهم، وتوسع نطاق حكمه الى مكري وبانه، وتقدم نحو سهران، وبعد وفاته خلفه ابن أخيه " بوداق ابن رستم "، فلم يطل حكمه، فانقرضت هذه الإمارة، إمارة بابان ولم يبق الا اسمها ...
ثم انتقلت هذه الإمارة الى أعوان الأمير بوداق ولكنها حافظت على اسمها السابق، ومن هؤلاء نظر بن بيرام قد تغلب على هذه الإمارة، وامتدت سطوته الى كفري. وكان حسن التصرف وبوفاته صارت هذه الإمارة الى اثنين من أمراء " بير بوداق "، توزعوها، واقتسموا حكمها وهما إبراهيم وسليمان، ثم استأثر سليمان بالحكم، وقتل نده إبراهيم، واستقل بإمارة بابان.
وبعد وفاته طال النزاع بين أولاد الأمير إبراهيم، وأولاد الأمير سليمان، فلم يستقر حكم لواحد، ثم آلت الى الدولة العثمانية، ولم يبق من يحكم البلاد، وإنما كان يتولى كل صقع رجاله المميزون من رؤساء القبائل وأعيان القرى، وبقيت كذلك من أيام السلطان مراد الثالث حتى سنة ١٠٠٥هـ وينتهي بها ما قصه صاحب الشرفنامة (١) .
ومن تواريخ عديدة يفهم أنه ظهر رجل يدعى " فقيه أحمد "، أو " فقي أحمد " كان من قبائل بيشدر " يزدر "، وصار عماد هذا البيت، وكان له ابن اسمه " ماودو " قد استولى على الأنحاء المجاورة من شهر بازار وأطرافها، فأعقب ابناً اسمه " ببه سليمان ". وهذا ضبط " قره جوالان " سنة ١٠٨٠هـ، فكان حاكمها وخلفه ابنه " بكر بك "، فلم يتمكن من الاحتفاظ بما كان بيد والده، بل انتزعت منه مواطن عديدة انتزعتها منه إمارة " الزنكنة ".
وهكذا توالوا، فصارت " إمارة بابان " في حوزتهم. وبدت مواهب الكثيرين من أمرائهم، ومن أشهرهم سليمان باشا، وخالد باشا، وعثمان باشا، وعبد الرحمن باشا. وإبراهيم باشا، وآخرون عديدون. فمن هؤلاء إبراهيم باشا قد بنى مدينة السليمانية، وعلاقاتهم بقبائل بلباس، وسهران، وغيرها مشهودة في وقائع عديدة كما أن الصلات بإيران، وبالدولة العثمانية كثيرة جداً ... وقد توسع حكمهم، وضاق تبعاً لمواهب أمرائهم ...
ولا محل للإطالة في تاريخهم فقد بسطنا القول في " تاريخ العراق بين احتلالين " وفي " تاريخ شهرزور - السليمانية " اللواء والمدنية، وكل ما نقوله ان اضطراب الحالة بين إيران والدولة العثمانية مما سبب ظهورهم واستقرارهم. قال الأستاذ حمدي بك بابان: