لم يقبل أمثال هؤلاء من الايرانيين تسلّطوا، فحموا علماءهم، وخذلوا العرب فظهر من ظهر. وهكذا لم تنقطع الرغبة العلمية في العرب. ولا نزال نرى علماء منهم ظاهرين. والعشائر معروفة في تيار هجرتها، وفي أتصالاتها، وأن كثرتها تغلبت على ما كان سبقها. ولم تخل الارياف في وقت من عرب حتى أيام الفرس.
ولا يهمنا الا ان نعلم الصلات العشائرية والموجات التي هاجرت عشائر وافراداً بقلّة وكثرة حتى بلغت ما بلغته في يومنا من صنوف عديدة. ولا نزال نجد أصولها في جزيرة العرب.
ومن الغريب ان نستنطق السحنات والصور أو الاشكال ونركن اليها كحقيقة مما أوقع في اللبس. وكأننا في غفلة عن الشعوب العربية أو كأننا استقصينا الكلّ فحكمنا.
عوارف البو محمد: من أشهر هؤلاء: ١ - عباس بن حتاجه. من البو عبود.
٢ - الحاج محمد بسمايه ابن الحاج سليمان. وكان والده الحاج سليمان الغيلان. من البو عبود عارفة أيضاً.
٣ - الحاج شنيار بن كزار. رئيس البيضان. ويسمون العارفة (فريضة) . والعرف لكلّ مجموعة عشائرية متماثل نوعاً.
[عرف العشيرة]
١ - ان القاتل يجلى، ويعقر عليه ما لم يفصل. ولا حدّ لاجلائه.
٢ - الفصل عندهم ستّ نسوة ثلاث (مقدمية) وثلاث (تلوية) ويريدون بالأولى ما يقدم، وبالأخرى ما يتلو. والمقدميات يكنّ في الغالب صغيرات، واذا ماتت احداهن تعوض بغيرها حتى تبلغ زواجها وحينئذ تزوج.
٣ - ان من لم تكن له نساء تؤخذ من سائر العشيرة، فاذا لم يكن في أقاربه من تصلح للزواج يميل الى نساء العشيرة، وليس لأحد أن يتأخر من أعطاء أخته أو أبنته وان لم يكن جارماً، ولكنه يعوض بمبالغ تجمع له من العشيرة ك (سياق) أي مهر فيعطى له، ويقال لهذا (سحوت) .
٤ - تؤخذ على الصيحة أمرأة. وعلى أرتكاب الفعل أمرأتان.
٥ - على الجروح المؤدية الى تعطيل عضو (سقاط) امرأتان، وعلى الشجوج يؤخذ زبون ما لم يولّد عاهة أو عطلاً وحينئذ تؤخذ امرأة.
٦ - الوسكه. تؤخذ من العشيرة، ولا يفرّق بين الاقارب وغيرهم. ولعل التعويض بالنساء يقصد به احياء المقتول من جهة وتكثير النسل من جهة أخرى.
٧ - يتمّ الصلح ب (صاية وراية) .
٨ - الحشم. يسمى عندهم (تسياراً) .
٤ - عشيرة السواعد من العشائر الزبيدية. وتمت الى السعيد، والى الجحيش. يقولون ان جدّهم الاعلى وهو سعد أخ لسعيد جدّ عشيرة السعيد ترك من الاولاد فضيلاً وآذاناً ومحمداً سكنوا أراضي الخرمة. وبعد مضي زمن أندرست أراضيهم فمالوا الى الجزائر. وهناك تفرقوا الى قسمين قسم منهم اولاد فضيل وهما مشعل وسعيد بقوا في أراضيهم حتى الآن. وأما ذرية آذان ومحمد فقد نزحوا الى أراضي الخميرة التابعة الى قلعة صالح، ولم يستقر لهم قرار فيها. وانما مالوا الى بويتيل وزبير من الجحلة (الكحلاء) المسماة (مسيعيدة) ، وأراضي جريت في المشرّح نزلها (آل جنزيل) في اراضي بويتيل. وكان رئيسها جنزيل بن تريج. وحل (آل عبد السيد) ورئيسهم حمود بن محمد ابن عبد السيد أراضي جريت، وسكن (آل حميدان) ورئيسهم حسين سالم ومعه بنو آذان في أراضي الزبير.
دامت الحروب بينهم وبين بني أسد حتى استقروا في المشرح. وأما بنو آذان فقد مالوا الى آل ازيرج لما وقع بينهم وبين آل جنزيل من معارك ومنازعات. ومنهم من يعدّهم من الازيرج (١) . و (آل حميدان) يقال لهم (الكورجة) لاجتماعهم والتفافهم حول (الاخضر) وهو حسين بن حسان المسمى بالاخضر لجماله ومن ثم صاروا يلقبون بالكورجة ويراد بها كميّة من الخشب مجتمعة بعضها الى بعض. فاطلقت عليهم.
وهذه وأمثالها تعليلات ذكروها بعد الوقوع. ولعل الكورجة ما يسمى أحياناً ب (لملوم) . وهذه العشيرة فرقتها الحوادث من جهة أن نهرها المشرّح أخذ يضمحلّ. فمالوا اكثرياً إلى البو محمد، والى آل ازيرج والى ايران. وتشتوا في الأنحاء لضرورة المعيشة، وللمنازعات دخل أيضاً. وهم اكثر من السودان. والمعروف أنهم من العشائر الحميرية القحطانية. وباقي الآراء لا يقطع بها. ونخوتهم (بشخة) . وليس لهم رئيس عام.
وفرقهم: ١ - بيت زامل: يرأسهم بداي المجيسر ومحمد بن موسى بن زامل، وعلي الخلف، والحاج لعيبي آل ماذي. وهم: (١) الحوّاس.
(٢) الغرّة.
(٣) العبيّات. رئيسهم رميح.
(٤) بيت صخر.
(٥) البو حافظ.
(٦) البو ذراع.
(٧) بيت بداح.
(٨) الشهابات.
(٩) بيت جنزيل. ومنه الرؤساء.