" بابان اسم عائلة كردية حكمت بين بغداد والموصل ... ابتداؤهم مجهول، ونهايتهم في سنة ١٢٦٥هـ. " وقال ": تاريخهم مضبوط من سنة ٩٠٠هـ الى سنة انقراضهم ببعض فواصل في أوائلها، كانوا مستقلين، وفي الأواخر صاروا تحت نفوذ إيران مرة، والعثمانيين أخرى ... وتوسع نفوذهم مرة، وقصر أخرى ... وهكذا استولوا مرة على بغداد سنة ١٢٢٥هـ. وبابان بمعنى آل بابا " وأنهى البحث بقوله ": ومحرر هذه السطور أحمد حمدي بابان ابن محمد رشيد باشا ابن سليمان باشا الذي ضبط بغداد ابن محمد باشا ابن خالد باشا ابن سليمان بك المسمى بابا سليمان ابن سليمان بن مير محمد بن سليمان بن أحمد بن حسين بن عثمان بن مصطفى ابن حسين بن عمر بن إبراهيم بن محمود بن عيسى بن خضر بن مير أحمد أخي ضياء الدين بن مير عز الدين بن عبد الله. " اه وكل ما نقوله هنا انه لم تكن قبيلة باسم بابان بل باسم بيشدر وأما بابان فانها " إمارة "، وقد حكمت لواء السليمانية، فهي في الأصل " إدارة عشائرية "، فتوسعت ودخلت في حوزتها كويسنجق واربل ... ولم نجد من النصوص التاريخية لما قبل بيه سليمان ما يعين الصلة بإمارة من الإمارات السابقة في بابان، وأيامهم الأخيرة واضحة، ومعروفة بجلاء (١) وأصلهم من بني خالد كما نطق به كثيرون، ويشتركون بهذه النسبة مع بيشدر وبلباس إلا أن الآلوسي قال لم تثبت هذه النسبة، وآخرون قالوا لفظ خالدي يرجع إلى أصل قديم، وللتفصيل محل آخر ...
[لواء اربل]
[١]
- قبائل بلباس
من القبائل الكبيرة في العراق في لواء السليمانية، وفي لواء اربل، وفي إيران، تقع على الحدود، وقد تفرعت كثيراً حتى صار يعد كل فرع من فروعها قبيلة مستقلة عن غيرها، وهي في الأصل قبيلة واحدة، مال قسم منها الى إيران، الى أنحاء لاهيجان وكانوا في لوائي شهرزور واربل الا أن الحوادث دفعت فريقاً منهم الى هناك، لما وقع بينها وبين البابان من حوادث، ومن ثم أزاحت طائفة " مير باسكان "، أو مير باساك التي كانت في تلك الأنحاء، وهذه الطائفة فرع من قبيلة " مكري "، أقطعت لها أراضيها بإحسان سلطاني فدفعتها قبائل بلباس.
وتاريخ هذه القبيلة حافل بالوقائع، وكل ما نعلمه عنها أنها عظمت ونالت مكانتها، فصار يخشى بطشها المجاورون وهم أمراء بابان فاستعانوا بقوة الحكومة وكانت الدولة العثمانية ترغب في التدخل من هذه الطريق، فنكلت بها ... بأمل أن تقوي سلطتها، فلم تر بداً من التحول إلى إيران، فمضى قسم كبير منها إلى هناك. ولا يزال القسم الآخر في العراق.
ويرجع عهدهم في العراق إلى أمد بعيد، كانوا من قبائل العراق، فرأوا شدة وتضييقاً كبيراً من جانب العثمانيين والبابانيين معاً والإمارات إذا كانت متعادلة، أو بعضها مرجوح، ولم يستطع الضعيف أن يسيطر. ركن الى الاستعانة بقوة الحكومة.
وهذه القبيلة لا تختلف عن القبائل الكردية الأخرى تمت الى " قبيلة خالدي " ويعزى انتسابها الى خالد بن الوليد أو قبيلة " بني خالد " المعروفة في العراق ونجد والشام. ولعل الموافقة بالاسم والمقاربة باللفظ دعا الى الانتساب الى خالد بن الوليد " رض "، أو الى قبيلة بني خالد والمشهور في تتبع المعاصرين هذه الأيام ان خالداً الذي ينتسب إليه هذه القبيلة غيرهما، وان المقاربة في الاسم دعا أن يقال ذلك.