من واحد يبجي وانا له ملوم
ومن جادل (٢) تسوى ثلاث الهجامي (٣)
يحليس ما بي وارمات الجضومي (٤)
كبار العتارى (٥) وافيات الخصامي (٦)
ومن جامع تجمع عليّ الهموم ... ومهي لمثلي يا عشيرك ولامي
وليندهته بالغرض ما تكومي ... وما تنتهض لو تضربه بالمكامي
٢ - ربده. وهذه أيضاً جمعت لجمالها أدباً غزيراً ...
ومما قاله فدغم في ربده الصلبية:
وشيب عيني جان صليب حوال (٧)
اكفوا بربده سيد كل البنات
شدوا لها شهرية (٨) بنت هروال (٩)
مضراب كينة بالدعث بينات
والله لولا لابه تلحجن عار
لا لبس جديد الفرو وارمي العباة ويطول بنا ذكر ما قيل والغرض الفات النطر والا فلا حد للاستقصاء..
٣ - منحه. وهذه من جميلات صليب.
قال رميح (١) الخمشي من الدهامشة فيها:
يا ليت ابوي ابن عم هلال ... من شان منحه واحيرّها
وانزل برس شعيبه سال ... من مزنة تو ما طرها
واشد شدادي على الهروال ... واخذ حميري ودشرها
٤ - اللبيبة.
٥ - فتيخة.
وهاتان من العناترة ومما قيل فيهن:
عانكتني فتيخة واللبيبة ... حصتين على كل المعاني
واللبيبة جما بكره حبيبه ... وزامين شطها على الرجاب
ومما قيل في صليب:
يابا الخلا يا با الزنانيح ... حطيت بالكلب ونّه
يا من حريمه بالكرايا مشاويح ... يا من حميره مركب عالي ركنه
تنبيه: الخصيلات قبيلة مستقلة، وكذا السليمان ومن هذه الأخيرة يتفرع المزايدة. وسائر الفروع فليصحح.
- ١٤ -
[استعراض]
من مجرى المباحث والحوادث المارة أن البدو في تنقل، وعداء أو صلح مع المجاورين، أو الحكومة وأساس هذا مراعاة المصالح، وما يرافق الحالة الراهنة. وهذه العلاقات يتكوّن منها حقوق ضافية ... والبدوي لا يقف عند حالة أو وضع، ولكنه يراعي الوفاء بالعهد ولا يخرق الذمام ... لايطيق الذل أو الضعف، وإنما يميل الى الأنفع، فلا يرضخ لقوة، ولا يستكين ...
وأقرب طريق لإدراك أوضاعهم إنما يكون بالرجوع الى وقائعهم المدونة، وأن نلاحظ مغازيها، فهي تميل تارة لواحدة أو تقارع أخرى في أوقات مختلفة؛ وعند حدوث حالات متجددة ... وفي كل هذه ليس للبدوي منهج معين، أو خطة ثابتة، فإذا كانت قبائل شمر مالت الى الحكومة العثمانية لغرض تقوية نفوذها فقد ثبتت وضعها، وكذا الحكومة كانت راغبة في كسر قوة العبيد واستخدام شمر علي ابن السعود وهذا كان لمنافع متقابلة. ومثله يقال في الضفير، وفي عنزة، وآل الرشيد وبني خالد.. وهكذا ما كان يجري بينهم ...
وفي التاريخ أمثلة كثيرة هي خير وسيلة للمعرفة. وفيها كفاية للاطلاع مجملا على سير القبائل بالاستفادة من الحالات الواقعية ... وللقربى دخل في تقوية أواصر الضعيف واعتزازه، وللقوي سلطة زائدة ...
- ١٥ -
[عرف البدو]
[١]
- الزواج - النسب
[١ - الحالة العامة]
مرّ البحث عن تكون القبائل وتفرعها، وحوادث انتشارها، والاشارة الى بعض وقائعها، وهناك تنقل مستمر، وتحول دائم وراء الغزو، أو رعي الابل.. ولا نريد أن نتبسط في هذه الحياة، وإنما نحاول هنا أن ندوّن بعض الظواهر، والأمثلة الواقعة نشرح بها علاقاتها الاجتماعية المألوفة.. وهذه لا يتذوق بها إلا من عرف أهليها، وشاركهم في أوضاعهم لتظهر الخفايا بجلاء، لا تشوبها الرسميات ولا تدخلها الحالات المصطنعة ...
يستغرب الحضري، ويعجب كل العجب من عيشة البدوي، ووضعه ومحيطه وأغرب ما يدعو لانتباهه أن يراه يقطع البيد، ويجتاز الفيافي، يشاهد مقتنياته مثله، موافقة لحاجته، ولا تختلف عن حياته، أقوى منه وأصبر على المشاق، وهكذا ابنه وعشيره، وتأخذه الدهشة حينما يرى الخريت لا يضل في أرض منقطعة، وبعيدة عن المياه يقدر مسافاتها، ويعين درجة تحمل مشاقها لحد في العطش، ويعلم مواطن مياهها وآبارها، والطاقة والصبر لها مدى..