ريكان. وجاء في الشرفنامة أنها " رادكان " وينطق بها الأكراد ريكان.
نيروا. والظاهر أن هذا اسم موطن عرفت به قبائله.
والأخيرتان قد تكونت منهما مجموعة تدعى " نيروا - ريكان ". ومنها الناحية بهذا الاسم. ومركزها قرية " بيبو ".
وقبائل بهدينان هذه توزعت الى مواطنها، وعرفت بها، وغالب عملها الزرع والضرع، ومواطنها خصبة، ومياهها غزيرة، وفيها شجر الجوز، والصفصاف " اسبندار "، " الدلب " ويسمى " جنار " ويعرب الى " صنار ".
[٢]
- إمارة العمادية
وهذه الإمارة معروفة، وغالب حكمها على العشائر ولكنها أقرب للحضارة. ظهر فيها علماء أفاضل، وتكونت فيها مساجد ومدارس. والإمارة قديمة، ويرجع تاريخ تجديد المدينة الى عماد الدين زنكي سنة ٥٣٧هـ، فعرفت ب " العمادية " وكانت قبل هذا تدعى آشيب وإن لغتهم مختلطة بالعربية والكردية والظاهر أن إمارتهم تكونت في أواخر عهد المغول. وذكر في الشرفنامة أن أمراءها جاؤوا من " طارون " من أعمال شمس الدين " شمدينان " وهي منطقة واسعة في الجمهورية التركية وأول من عرف من أمراء العمادية " بهاء الدين " فقيل لهم " بهدينان "، ولم يعين أحد بالضبط تاريخ توصلهم الى الإمارة، ولا سبب ظهورهم.
ومن مراجعة نصوص عديدة قد تلخص لنا أن صاحب مسالك الأبصار قد تكلم في " الجولمركية "، وهم قوم ينسبون الى الوطن (١) لا الى النفر، بل هم طائفة من بني أمية يقال لهم " الحكمية " اعتصموا بالجبال واستغنوا بمنعتها طلباً للسلامة من أعدائهم، وذكر أنهم الآن في أيامه يزيدون عن ثلاثة آلاف، وكان ملكهم عماد الدين بن الأسد منكلان، ثم خلفه الملك أسد الدين. ووصف مناعة جبلهم ثم قال:" والملك عليهم " يريد في أيامه " بهاء الدين بن قطب الدين، وولده في الملك يجري مجراه. وكان له ابن عم آخر يدعى " شمس الدين داود " ... " اه وسياق عبارته يدل على أن هؤلاء ملكوا عليهم في أيامه فقد ولي أمرهم هؤلاء، ولم يعين نسبهم، وإنما عين قبائلهم، وهم الجولمركية. فلا شك أن هؤلاء منهم تكونت " إمارة بهدينان " في العمادية. وتنسب الى بهاء الدين هذا، ومواطنهم كانت تلي بلاد العمادية، والنصوص المسموعة والمنقولة تؤيد ذلك، وأما شمس الدين داود فقد ولي إمارتهم الأصلية، وتوافق الرواية المسموعة. قال في المسالك:" ويلي الجولمركية وجه عقر شوش، وبلاد العمادية، وبلاد زيبار، وبلاد الهكار ".اه ولا يمنع ان هؤلاء الأمراء كانوا في ايام صاحب المسالك، وأنه كان بدء تكون إمارتهم، وأصل تفرعها وأنهم من أصل عباسي كما يحفظه أمراؤهم. واشتهروا بذلك ذكر ذلك وضعف صاحب الشرفنامة الأقوال الاخرى. وفي سياحتنامهء حدود أيد هذه الشهرة المعروفة. والإمارة قد تكون من اصل غير أصل القبيلة وتابعة للمواهب، والأسماء متفقة وتقرب مما ذكره صاحبى الشرفنامة من أجدادهم، بل ليس لدينا ما نعول عليه اقوى سنداً من ذلك.
وأمل المصادر التاريخية الأخرى تظهر طريق توصل هؤلاء للإمارة، وتوسعها فينجلي المبهم. وما ذكرته من هذه النصوص لم يدع شكاً في تكون شمدينان، وبهدينان موافقاً للمسموع والمنقول معاً. والروايات الأخرى في أصلهم ضعفها صاحب الشرفنامة. تولدت إمارة بهينان على العمادية والأنحاء المجاورة لها من زاخو، ودهوك والعقر " عقرة "، وتوالى أمراؤهم، وان السلطان حسين منهم كان في ايام السلطان سليمان القانوني، وتوالوا بعده، فدامت إمارتهم الى أواخر أيام علي رضا باشا اللازر، وقد بحثت في ذلك مفصلاً في تاريخ العراق بين احتلالين.
ثم جاء السردار الاكرم رشيد باشا فأباد هذه الإمارة وإمارات أخرى كإمارة محمد باشا الرواندوزي، وإمارة آل بابان.
وبعد أن قضي على " إمارة العمادية " ألحقت هي وعقرة بالموصل مدة، ثم إن العمادية فصلت، وصارت تابعة لحكاري سنة ١٢٦٥هـ، وبقيت عقرة تابعة للموصل. ثم تقلبت بها الأحوال، وقد بسطنا ذلك في تاريخ العراق.
وفي أيام امارتها تبعت ولاية بغداد مدة. وفي زمن إمارتها كانت محترمة من الكرد في تلك الأنحاء. وفي أيامنا توزعت الى أقضية، فصارت قضاء وكذا زاخو، ودهوك، والعقر " عقرة " الى آخر ما هنالك. ولا شك قبائلها صارت تابعة لما انفصل منها.