في الأصل من الجنابيين. اشتهروا بهذه التسمية، وهم متفرقون في مواطن عديدة، وليس لهم رئيس عام، شاهدت بعض أقسامهم بصورة مشتتة في أنحاء الكوفة ذكر القزويني (آل زبدة) و (آل زعتر) من بطونهم. وهؤلاء في أنحاء طويريج وغيرها. وفروعهم: ١ - الفضيلات. رئيسهم عبيد آل مهدي. ويقيمون في هور الشامية. ونخوتهم (أولاد الشايب) .
٢ - العكالات. رئيسهم فرج آل جرو، في المشخاب والمهناوية ونخوتهم (أولاد الشايب) .
٣ - آل حسنيّة. رئيسهم راضي السلمان. في هور الشامية ونخوتهم (أخوة حسنة) . ومنهم: آل كاظم. رئيسهم عميش آل عيّو في الشاميّة. وآل سميّح. رئيسهم ملاوي. في الخرم. وآل منصور. رئيسهم مراد آل عسل. في المشخاب.
٤ - آل مسلط. رئيسهم عسل آل حسين.
٥ - آل رحّال. رئيسهم عبد آل عبيّس.
٦ - آل زعتر. رئيسهم كاظم آل عمشان. في علاج.
هذا ويصعب استقصاء المنتشرين في الأنحاء العديدة ممن هم في قلّة أو كانوا أفراداً.
٣ - الدليم
[١ - الدليم]
من زبيد. ويتكوّن (لواء الدليم) من أغلب هذه العشيرة. وقلّ غيرها. وأكثريتها تتعاطى الزراعة. وقسم منها لا يزال على البداوة. ووقائعهم في تاريخ العراق بين احتلالين.
وجاء في عشائر العرب للبسام: " الدليم وهم غربي الفرات ينقسمون الى أربع فرق وهم: ١ - آل بو رديني.
٢ - آل بو فهد.
٣ - آل بو علوان.
٤ - المحامد (صوابها المحامدة) .
وكل عشيرة من هؤلاء مائتان وخمسون فارساً. والف سقماني لكنهم أبطال اذا صالوا، كرام اذا نالوا، يحمون الحما بنجيع الدّما، ويمتطون الظهور، ويحلّون الصدور. " اه. وهم كثيرون جدّا. والعشائر الأخرى الموجودة في اللواء لا توازيهم كثرة. وشجاعتهم لا تنكر.
سكنت من زمن قديم (لواء الدليم) . والظاهر ان صاحب مطالع السعود لم يقف على نسبهم. فقال: " سمعت من العوام أنهم ينتسبون الى حمير، ومرة أسمع أنهم من كهلان " اه. ذكر ذلك حين وقوع حادث (نهب اباعر) بينهم وبين عنزة. وكان رئيس عشيرة عنزة آنئذ يسمى (فاضلاً) ، وان صاحب المطالع تملّص من العهدة فنقل ما نقل متردداً عن مؤرخ تركي لم يسمه ... (١) .
والنصوص التاريخية مؤيدة للمسموع المتواتر المنقول فنقطع بأنهم من زبيد الاصغر.
وقبل أن أورد النصوص التاريخية أودّ أن أنقل حكاية رئيسهم المرحوم الشيخ علي السليمان بمناسبة ما قاله صاحب المطالع: " كان قد قيل لأحد الشيوخ أنت طاعن في السّن: يناهز عمرك المائة والثلاثين عاماً. لبياض رأسك، فأجاب أنا أعرف بنفسي، ولا قيمة للشيب عندي. وكذا أقول هنا أنا أعرف بأصلي وأخبر بعشيرتي، ولا يهمني من يقول أو يتقول ... " اه.
هذا ما قاله لي. والحق أنهم أعرف بأنفسهم، والعشيرة الكبيرة مثل هذه لا يصح أن تنسى نفسها. أو تهمل نسبها، وكذا المجاورون وغير المجاورين يعلمونها جيداً. قال معالي الشيخ علي الشرقي: " ومن شدة الاختلاط، وتغير الأسماء بقيت بعض الطوائف في العراق مجهولة لا يعرف بوضوح انتسابها مثل (الغزي) في الفرات الأسفل، ومثل (الدليم) في الفرات الأعلى على أنهم عرب أقحاح. " اه. (١) هذا مع أن نسب الدليم معروف متواتر، ومثله نسب الغزي فإنهم من طيء. ولا ينكر الاختلاط في العشائر ولكن لا ينسى الاصل، وانما القليل قد يدمج في الكثير ... وفي الغالب يحافظ على نسبته.
والشيوع من أقوى الادلة، ولا يهمّ أن لا يعلم ذلك واحد أو أثنان والنصوص التاريخية متوفرة.
قال الحيدري " عشائر الدليم: قبائل كثيرة مشهورة من حمير من العرب العاربة، وهم بنو عم العبيد، لأن جدّهم ثامراً شقيق عبيد " (٢) ، وقطع صاحب المطالع بان العبيد من حمير وهؤلاء بنو عمّهم ...
ومن الغلط أن نقول أصل الدليم من (الديلم) لمجرد أن نشاهد المقاربة في اللفظ وانما دليم جدّ لم يعرف طريق اتصاله بالضبظ. وان التسمية به معروفة قبل الاسلام، وكانت تسمى به (العشائر الحميرية) . قال ابن سعد في طبقاته: " ان سعد بن عبادة بن دليم كان يكتب بالعربية، ويحسن العوم والرمي، ويقال له الكامل، وكان مشهوراً بالجود هو وابوه وجده وولده، وكان له أطم ينادي عليه كلّ يوم من أحب الشحم واللحم فليأت أطم (دليم بن حارثة) . توفي سنة ١٥هـ وقيل سنة ١٦هـ ... " اه (٣) .
وفي ابن دريد نرى اشتقاق دليم وضبط لفظه قال: