" دليم تصغير أدلم، والادلم الأسود، ليل أدلم، وليلة دلماء، والدلمة السواد ... " اه (١) .
بهذا عرف اشتقاق الاسم ومعناه الأصلي، ومن تسمّى به في الجاهلية مما لم يدع اشتباهاً في ان التسمية قديمة وسابقة في المعرفة لوجود الديلم في العراق. وغلط الفكرة المتناقلة بأنه توجد آبار يقال لها (الدليمات) ، كانوا أقاموا فيها. فسموا بها، واذا علم وجودها فلا مانع من انها عرفت بهم لطول اقامتهم. والمنقول أنها آبار في نجد.
تفرقت الدليم في أنحاء أخرى. وكثرتهم في ساحل الفرات الأعلى من أنحاء الرمادي في جانب الجزيرة والشامية.
والملحوظ ان هذه العشيرة بينها وبين العشائر الحميرية قربى محتفظ بها، ويعدّ من هذه العشائر (باذراع) من الضفير، والسعيد، والجنابيون، والجبور والعبيد والعزّة وكلّهم أولاد جدّ واحد. ولا نقطع بما يحفظونه من أسماء الا ان المعرفة الاجمالية في القربى منقولة لا يشتبه فيها ...
[٢ - تفرعات هذه العشيرة]
ان حفظ أسماء الأجداد بتسلسل مطرد لا يعوّل عليه وأنّما يفيد في أشتقاق الفروع. والحافظة لا تستوعب الكثيرين. وهذه محفوظات الرؤساء: " الشيخ علي بن سليمان بن بكر بن عبيد بن ظاهر بن عسّاف ابن خلف (٢) بن محمد بن رديني بن محمد بن جاسم بن سبت بن ثامر ابن مكتوم بن محجوب بن بهيج ... " اه. و (ثامر) جد الدليم وأبناؤه خميس وسبت وجمعة وأما أولاده الآخرون أولاد مكتوم فهم (عمرو) جد العزة وحسن جد (باذراع) من الضفير وسعيد جد السعيد ومحمد (جد الجنابيين) . وكاثم جد الجبور واللهيب والجغايفة والعبيد. هذا هو المسموع. ويراد به الصلة. وللشيخ علي سلطة على دليم الشامية، وان سلطته على دليم الجزيرة قليلة وان كان مسلّماً له بالرئاسة العامة.
وهنا اختلف النسابة منهم من يقول ثامر بن بهيج وهذا الجد (بهيج) يدعيه كلّ عشائر زبيد وانه جدّها. ولعلّه كان رئيساً معروفاً للكلّ قبل أن يتفرقوا في الأنحاء العراقية وهو المعنّى بقول شمر: " كبلك بهيج الحدّروه السناعيس ". ولكن القول بالوصول الى سبت قريب جداً، ومن المستبعد ان تتفرع منه هذه الفروع العديدة، وأن تتكوّن منه المجموعات الكبيرة. وانما حصل الالتباس في المحفوظ.
وأما الشيخ مشحن فهو ابن حردان بن عبد بن عيثة بن حمد بن ذياب ابن خلف أحد أجداد الشيخ علي السليمان وسلطته على الجزيرة ويعدّ شيخ الجزيرة. وكأنهما توزعا السلطة. وبعد وفاة الشيخ علي السليمان صار ابنه الشيخ عبد الرزاق رئيساً. ويتفرع الدليم الى: ١ - خميس. وهو جدّ المحامدة.
٢ - سبت. جدّ الباقين من الدليم.
٣ - جمعة. جدّ الفتلة.
وفرقة الرؤساء من سبت، ونخوتها (أردن) ، ويريدون بها جمع (رديني) أحد أجدادهم. وينتخون ب (أولاد ناصر) ، أو (ناصر) ، والفتلة هذه نخوتها أيضاً. وأصل هذه كما يقولون أن صقلياً نصرانياً اسمه ناصر ساعدهم في عمل السيوف، وأتقن صنعها، وطلب أن يكرموه من جرّاء عمله بأن ينتخوا بأسمه، أو أنهم مدحوا صانع سيوفهم وصاروا يلهجون بأسمه فتولدت النخوة ... والظاهر أنها أسم أحد رؤسائهم فنسي أسمه ولم تبق الا نخوته. فهي عامة فيهم.
[٣ - سبت وفروعه]
هؤلاء كثيرون جداً. ورئاستهم على الدليم قديمة من أيام سليمان البكر ومن قبله ... حافظوا عليها. ثم صارت لابنه الشيخ علي السليمان. وتوفي يوم الخميس ٢٨ رمضان سنة ١٣٥٦هـ - ٢ كانون الاول سنة ١٩٣٧م. وكان من الاخيار محترم الجانب. وله السلطة على عشيرته. لا يحبّ الشغب، ولا يرغب الا في الراحة. دبّر العشيرة بحكمة وعقل. وكان يمثل الأوضاع العربية في أوصافه من طول الاناة، وبعد النظر، والتؤدة. صادق اللهجة، حسن الطوية، لا يظمر العداء لأحد. كان هيناً ليناً. فتمكن أن يكون بمعزل من الغوائل. سيطر على عشيرته، ولم يدع طريقاً للاضطراب. فكثرة عشيرته لم تولد الغرور. وانّما كان مسالماً.
وغالب ما علمته عن الدليم مستقى منه رأساً. وكان سليمان البكر ذا مكانة كبيرة، يخيف العشائر المجاورة. وله سلطة واسعة. ويتفرعون الى:
[١ - البو رديني]
نخوتهم (أردن) مشتقة من أسم الفرقة. ويرجعون الى محمد ابن رديني بن محمد بن جاسم السبت. يقولون " كول أردن وانا اجلي همومك ". أي قل أردن وأنا أجلو ما عليك من هموم.
وهذه أفخاذهم: ١ - البو خلف. وخلف بن محمد بن رديني ويتوزعون الى: