وهؤلاء الاربع فرق الفا خيال وثلاثة آلاف سقمانى ". اه وعدّ من اتباعهم بني منصور وبني خيقان واهل الجزائر. وما ذكره من الفرق غير مستوعب للمراد.
[عادات بيت الامارة]
وعادات بيت الامارة تاريخية. تنسب اليها وتقص بعض القصص فى توليدها ولا سبب الا توالي السيطرة والقوة بحيث انقادت القبائل. وتولدت النخوة ب (اخوة نورة) وان لاينهض الامير لكل قادم وان تقدم له الذبيحة والمنيحة وهكذا توالت فى أعقابهم. وهذه بلا شك نتيجة السلطة أو التحكم، فافرغت بقالب روائى ومضت الحالة على عشائر المنتفق. وتفصيلها فى كتاب ذكرى السعدون (١) والملحوظ ان الحوادث المدونة ترجع الى أيام خدابنده، ودامت الى أيام أبي سعيد، وفى أيام الجلايرية ثم زالت امارتهم من الحلة سنة ٧٤٢ هـ وتفرقوا، ومن ثم حدث ما شاع على الالسنة بصورة مغلوطة من اخبار ماضيهم. وفى تاريخ العراق بين احتلالين ذكرنا حوادثهم ومن ولي الامارة منهم ودونا ما استطعنا تدوينه.
[السياسة العشائرية]
فى المنتفق الوقائع تلهم، وتؤدى الى أمر أجل أعنى معرفة العلاقة بالعشائر، وقوتها، وسيطرة الرؤساء واتجاههم وهكذا الامر فى العشائر ورغبتها، والتوفيق بين آمال اولئك الرؤساء. وبذلك نعلم مكانة هذه الوحدة، ووجه اتصالها.
ولا تكفى هذه المعرفة، وانما نحتاج الى الاتصال بالوقائع، وضرورة اتصالها بالدول. أدركنا الوضع المستمر بين آمال الامراء، وآمال العشائر، والانسجام بينهما دون تضاد، ولعل هذه تتجلى بهذه الالفة. يدل على ذلك بقاء الامارة مدة طويلة فى سلطتها وسطوتها فى كبح الزيغ والعمل للوئام.
فاذا رأينا السلطة مستمرة فى امارتها، ورأينا قلة الشموس فى العشائر علمنا مراعاة المصلحة للاثنين، والسيطرة المستمدة من الوضع أو كما يقال المستبدة ولكنها ليست بالقاسية. وانما هى لخدمة تلك المصلحة. التناصر مشهود وغير منفك من جانب. وبذلك تكتسب العشائر الراحة بمن سهر لامرها، وناضل لصلاحها.
ويصعب ادراك قيمة هذه الامارة بالنظرة البسيطة او الخاطفة، ولكن فى هذه الحالة تبدو هذه القيمة واضحة جداً. والتوغل فى الوقائع وادراك كنهها يكشف عن المعرفة بوضوح زائد، فلا يبقى خفاء فى القدرة أو حسن الادارة كما أن العشائر فى طاعتها واذعانها أمر أغرب، بل جدير بالاهتمام فكيف تمكنت هذه الادارة من الاستمرار؟ وما هو سر بقائها مع اختلاف الآمال واضطراب بعض الحالات؟ ان مثل هذه الاوضاع تبدو فى النزاع على الامارة، والطموح فى الامراء، أو فى بروز القدرة بموهبة جبارة، لما يشاهد من خلل طارئ. فيدرك رجال الامارة الحالة فتحصل السياسة القويمة حتى يتم الامر، وتعود الحالة الى ما كانت عليه.
وفى علاقات الدولة بهذه الامارة وسياستها العشائرية أكبر داع الى الالتفات، فالدولة تجابه قوة الامارة بعشائرها استناداً الى قوتها وتظن أنها تنال من العشائر مأرباً لتفريط الوحدة فيها بسهولة الا أنها لا تلبث كثيراً حتى تشعر بالخطر، فيعقبه الخذلان مقرونا تارة بهزيمة، وطوراً بما يقوله المثل البدوى " هزعة ولا وكعة " فتتخذ وسيلة لحل الحادث من اقرب وجه، وأجدر تدبير.
ونرى الدولة تستغل الخلاف فى الامارة، والنزاع بين الامراء من (بيت الرئاسة) فتميل الى تقوية جانب يتخذ ذريعة للتدخل، وهيهات! وفى مثل هذا قد تكون المخذولية أكبر، بحيث تتمكن الامارة وهكذا يستفاد من وقائع عديدة اتصالات الدولة فى استغلال قوتها لحادث من الحوادث.
ومن أجل ما هنالك حادث ايران فى الاستيلاء على البصرة أيام صادق خان فى الدولة الزندية وما لقوا من حروب المنتفق. وهكذا حروب المنتفق أيام مغامس أو (حروب البصرة) قبل ذلك وأمر الاستيلاء عليها. ومثل ذلك (سياسة الموالي) تجاه هذه الحوادث واستغلال الوضع. وكذا حروب ابن سعود.
ومن ثم تظهر قوة الامارة فى مقارعاتها وصلاتها بالخارج، وما تنال من نفوس المنتفق. وهذه علاقات خارجية مهمة. ولا نريد أن نسرد الحوادث. ففى التاريخ سعة.