للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نرى الاوضاع تدعو الى الالتفات، وتسهل المهمة كثيرا، وانها فى ذلك تؤدي الخدمة نحو عشيرتها، وتقوم بأعمال غالبها مكلل بالنجاح فتكون كما يقولون (سمعة وسلامة) . وقل أن تخذل قوة العشائر تجاه الجيش. وبهذا تستمر المشادات وتكون دائمة دائبة تعجز الحكومة عن اخمادها. وبعضا نرى الشيوخ يستكثرون الاعشار فيهيجون السواد العشائري ليشوشوا الحالة ويحرموا الحكومة من أخذ الرسوم الاميرية.

يوضح هذا ما مر فى تاريخ العراق بين احتلالين من أمثلة ووقائع أو ما نتناول بعضها أو الكثير منها. وهذه تعد من أكبر أعمال الحكومة فى السياسة العشائرية أو نراها فى حاجة دائما الى فكر عظيم، وتنوع فى الادارة أو ابداء القدرة ولا تقف عند حدّ وهكذا الشأن فى العشائر نفسها. ولعل للموطن أكبر الاثر فى تمشية هذه السياسة لاحباط وجهة نظر الدولة أو الحكومة. وان سياسة العشيرة نفسها أو امارتها وانقيادها أو جموحها على رئيسها واتباع غيره مما يمكّن الوضع أو يجعله مضطربا وحينئذ تستفيد الحكومة أو الدولة من الخلاف.

وفي كل هذا وما ماثله نرى اقتباس الحالة من حياة العشيرة نفسها ومن وقائعها. ففى ذلك ما يبصر ويعين وجهة النظر، ويؤدي الى المعرفة.

واذا كانت في هذه الايام تغيرت الاوضاع فان السياسة لا تخلو من تعقد دائم، وتغير مستمر. وفى هذا تتوقف السياسة العشائرية على حسن ادارة، ومواهب جمّة فى ادراك أوضاع نفس العشائر واستغلالها لتلك الاوضاع فنرى التبصر من الطرفين سائرا باطّراد وبذل مجهود مشهود. ولكل حادث ما يحوطه من آمال وسياسة ظاهرة أو مكتومة.

وهذا اللون فى العشائر العدنانية قد يشترك وما فى المجلدات السابقة ولكنه يختلف كثيرا فى ادراك (حالات العشائر) كلها. لا سيما وان سياساتها مقرونة (بسياسة الحكومة أو الدولة) وأوضاعها. وربما كانت هذه الادارة أعظم سياسة وأعوص موضوع. ولعل فى الوقائع المدوَنة مما نتناول موضوعه كفاية وغنى. وهذا يوجه الانظار الى اتجاهات مستمرة فى ضروب السياسة العشائرية، وتحولها الدائم.

ولا شك أنها أعظم وأجل سياسة فلا يستهان بها بوجه وان كل تهاون يؤدي الى خلل كبير، وتشوش لا حدود له. وحينئذ لا تكتسب الاوضاع حالتها الاعتيادية بسهولة.

وبعد عهد المماليك حاولت الدولة محاولات كثيرة فى القضاء على امارة المنتفق بالقاء الشقاق بين أمرائها وباعطائها المنتفق بالالتزام بالمناوبة، وقطع بعض أقسامها والحاقها بما جاورها، وزيادة بدل الالتزام الى أن وصلت الى حالة لا تطاق. ومن ثم سهل القضاء عليها ولكن بعد عناء كبير وبذل لا يستهان به.

ومثل ذلك يقال فى ربيعة وكعب ... وما حدث فيها من حالات وما نجم من وقائع ... وكل هذه تهم فى معرفة ما جرت عليه هذه العشائر فى مختلف العصور وما ألهمت من سياسة.

[المراجع]

كنت قدمت فى الكتب السابقة لا سيما المجلد الثالث بعض المراجع العامة. ويهمنا هنا أن نعين المراجع الخاصة بهذا المجلد مع ملاحظة ما فى المجلدات الاخرى. وهذه أشهر المراجع الخاصة أو التى هى أقرب للاستفادة أو أنها ذات مساس نوعا.

١ - الخبر الصحيح. للاستاذ سليمان فائق ابن الحاج طالب الكهية. والد فخامة الاستاذ حكمت سليمان. وتوفى سليمان فائق فى ٢٨ جمادي الآخرة سنة ١٣١٤هـ - ١٨٩٦م. وتتضمن هذه الرسالة أحوال المنتفق الخاصة بأيام الاستاذ. وهى مهمة من هذه الناحية.

٢ - رسالة فى المنتفق. للاستاذ سليمان فائق أيضا. وهذه أوسع من سابقتها، وكلتاهما بالتركية. والظاهر ان تلك مختصرة من هذه. وكان المؤلف فى رسالتيه هاتين من أشخاص الوقائع أو الموجهين فيها، العارفين بأحوالها. وكان رحمه الله ذا معرفة كاملة بالسياسة وما ترمي اليه آنئذ وبالاوضاع. لسانه بليغ، وبيانه عظيم.

<<  <   >  >>