وكذا عندنا (عشائر هاشمية) و (قرشية) عديدة منتشرة فى انحاء كثيرة الا انها لا تكّون مجموعات كبيرة الا قليلا. وغالبها مختلط بين الارياف.
وكل هذه يجمعها (عشائر عدنان) ويتكوّن منها موضوع هذا المجلد. وقلّ أن نذكر بينها من العشائر القحطانية الا ما كان مختلطا معها أو مساكنا لها. وان كان معروف الانتساب ...
هذا. وغالب هذه العشائر فى لواء المنتفق، ولواء الكوت، ولواء الديوانية، ولواء العمارة ولواء البصرة وقلّ ان يكون فى غير هذه الالوية.
ونتبع ذلك بمطالب عامة تتعلق بالسكنى، والمقتنيات، والصيد، والزراعة، والارضين، والخيل، والعرف، والآداب. وتهم معرفتها أكثر من التوغل فى كل عشيرة من العشائر. والكل مهم ولازم المعرفة.
[العشائر العدنانية]
هذه سكناها قديمة فى العراق من أيام العشائر (التنوخية) . وقبل ذلك (١) وبظهور الاسلام فى العراق مالت عشائر كثيرة من العدنانية الى العراق فوجدت عشائر عربية قد سبقتها فناصرت العشائر الفاتحة الا انها كانت عند الفتح الاسلامي أقل من القحطانية. وتكوّن منها مجموعة عظيمة، فلم تنفرد الا قليلا بل استفادت من القوة.
ومن الضروري البحث فى هذه العشائر. واماراتها العامة فى مجموعاتها وما ينطوي تحتها، وما تتكوّن منه الامارة، فنعرف أجزاءها، ووسائل تكوّنها. وبذلك نكون قد أدركنا وضعها الصحيح. فاذا كان ذلك مقرونا بوقائعها التاريخية توضح أكثر. وهكذا كانت آدابها وسيلة معرفة نفسياتها. ومثل ذلك تاريخ عرفها.
وبهذا نكون قد استكملنا المعرفة، واتصلنا بهذه العشائر اتصالا مباشرا. ولا يهمنا الا التفصيل بذكر الافخاذ والفروع. ومع هذا ترى سعة المباحث لا تنفد وكثرتها لا تحصى. وان وراء هذا بسطا لا يسعه المجال. ولا نستطيع الكلام فى كل ما عرفنا. أو حاولنا عرضه من المطالب.
والعشائر العدنانية كثيرة تدخل ضمنها عشائر تمت اليها أو قحطانية عاشت معها.
ومن بين هذه العشائر (عنزة) . و (الضفير) . و (حرب) وكلها عدنانية، ولا شك ان هذه تتصل بعدنان أو مع عدنان بجد أعلى. ومنها العشائر (القرشية) ، و (الهاشمية) . وهى منتشرة هنا وهناك بقلة، ومتكونة من أفراد فى الاصل. ومجموعاتها صغيرة. ومن أقوى الامارات العدنانية (امارة المنتفق) .
وهناك عشائر منقرضة ذابت فى المدن، أو مالت الى أصقاع أخرى أو خلفتها عشائر جديدة نجمت منها أو صارت، بحيث لم تتكون منها مجموعة فى الحاضر. وهذه لا تكون موضوع بحثنا الا ما كان ذا اتصال بالعشائر الحاضرة مما لا يزال غير مقطوع الصلة أو تذكر للاشارة الى التعريف بأصلها.
وفى هذا نراعي ما راعيناه فى المجلد السابق، فلا نتجاوز حدود نهجه وطريقة بحثه الا لضرورة دعت، أو وجهة تاريخية اقتضت أو خصائص لزم ذكرها.
[امارة المنتفق]
فى العراق ظهرت امارات عديدة تغلبت لما رأت من ضعف الدول الحاكمة، وانحلال سلطتها. من جهة، وتماسك المجموعات الكبيرة مثل المنتفق. وامارة المشعشعين، وآل أفراسياب، وبابان، وبني لام، والخزاعل. وأمراء العمادية، والصورانيين. والهكاريين ... وامارة المنتفق من أكبرها. وان العثمانيين لم يتمكنوا منها بالرغم من منهاج الدولة فى القضاء عليها. استعصت وأبت أن تذعن. ولعل للبعد عن العاصمة ولمجاورتها البادية والاهوار دخلا فى بقاء هذه الامارة وأن لا تسلم للقضاء.
وكانت من امارات العراق المهمة. قطعت على نفسها أن لا تذعن الى سلطة أجنبية فتقوى على العشائر والامارات، بل ان هذه تتحين الفرص للوثوب أو للوقوف فى وجه من ينوي لها سوءا أو يطمع فى الاستيلاء عليها، فلا تستسلم للقدرة، أو تذعن بسهولة.
وفى الغالب تعجز الدول عن التزام جيش أو قوة مسلحة، فهى فى حالة حرب مستمرة مما أزعج الدولة، ووقفها عند حد من التدخل أو الانصياع فى أكثر الاحيان. وفى الاكثر نرى تدابير الدولة قاسية فى الوقيعة. ومن أجل ما كانت تتوسل به استخدام العشائر المناوئة، أو العشائر الكردية للتحكم بالعرب. وهكذا كان الشأن فى عشائر العرب للتمكن من الكرد. وأمر آخر هو انها تترقب الخلاف بين الرؤساء سواء فى المنتفق، أو فى بابان، أو فى الخزاعل أو بني لام ... بأن تطحن عنصراً بعضه ببعض أو واحدا بآخر للتغلب على الرؤساء والاستفادة من الاوضاع.