وهو والد فارس الجربا. ويعرف ب (الأمسح) لأنه ولد وعينه مسحاء فلم يظهر لها أثر. ويعد من مشاهير شيوخ آل محمد. وقد ترك أولاده ذكراً ذائعاً وهم مطلق وفارس ومن يليهم. وهم ألصق بنا وحوادثهم قريبة منا ولا تزال ترددها التواريخ أو تتناقلها الألسن.
ومن أولاد الحميدي (عمرو) ومنه آل عمرو وأخو فارس ... ولا يزال فرعهم معروفاً..
[٩ - مطلق]
يعرف ب (أخو جوزة) وهذا أراد مهادنة الامام ابن سعود (١) ولكن ابنه مسلطاً لم يرضخ لمطالب الامام من زكاة وقص الشعاف (شعر الرأس) وما ماثل. فشوق اباه على القيام في وجه ابن سعود فحاربه. وهذه مبادئ نزوحهم الى أنحاء العراق ومن بواعث الميل اليه.
وأساساً كانت حكومة العراق أيام المماليك تحرق الارم على الأمير ابن سعود وترغب كثيراً في جلب عشائره لجانبها لتكون أعرف بما عنده ...
وقد حكى عثمان بن سند (١) حادثة له مع ابن سعود قال: " وأغار في سنة ١٢١٢هـ - ١٧٩٨م سعود بن عبد العزيز بن محمد السعود على بادية العراق وكان مطلق ابن محمد (٢) الجرباء نازلاً في بادية العراق. فلما صبحهم سعود فر منهم من فر وثبت من ثبت. فممن ثبت وقاتل جيش سعود مطلق جرباء فكّر على الفرسان مرة بعد أخرى. فكلما كرّ على كتيبة هزمها فحاد عن مطاعنته الشجعان. فعثرت فرسه في شاة فسقط من ظهر فرسه فقتل..
وكان قتله عند سعود من أعظم الفتوح إلا أنه ودّ أسره دون قتله.
هذا. ومطلق من كرام العرب، عريق النجار، شريف النسب، من الشجعان والفرسان الذين لا يمتري بشجاعتهم إنسان. له مواقف يشهد له فيها السنان والقاضب ووقائع اعترف له بالبسالة فيها العدو والصاحب.
وأما كرمه فهو البحر حدث عنه ولا حرج. وأما أخلاقه فألطف من الشمول وأذكى من الخزامى في الارج وأما بيته فكعبة المحتاجين وركن الملتمسين ... (إلى أن قال) :
يا بحر لا تفخر بمدك واقصر ... عن أن تضارع حاتمياً شمري
ما حل في كفيه مقسوم على ... كل الأنام غنيهم والمعسر
ما ثم مأثرة سمت الاروى ... مرفوعها عنه لسان الاعصر
ففناؤه مأوى طريد خائف ... وحباؤه مغن لضيف معسر
انتهى ما قاله صاحب المطالع.
وأصل هذه الوقعة ان الحكومة العثمانية كانت تلح بازعاج لمحاربة ابن سعود والقضاء على غائلته، فقد كانت تعهدها من أكبر الغوائل في نظرها ... فجهزت ثويني شيخ المنتفق قبل هذه الوقعة بسنة (سنة ١٢١١هـ - ١٧٩٧م) . خصوصاً بعد ان استولى ابن سعود على الاحساء وفر من وجهه آل عريعر أمراء بني خالد بقبائلهم ملتجئين الى العراق فاغتنم القوم هذه الفرصة ... فلم ينجح بها ثويني وانتصر ابن سعود عليهم وقتل ثويني. فكان ذلك داعية الهجوم على العراق وذلك انه في رمضان هذه السنة (سنة١٢١٢هـ - ١٧٩٨م) سار سعود ابن عبد العزيز آل سعود بجيشه وعشائره وأغار على انحاء المنتفق (سوق الشيوخ) فصبح القرية المعروفة ب (أم العباس) وقتل منها كثيرين ... وكان الشيخ حمود في البادية فلم يدركه وعاد إلى أطراف نجد، ثم عطف وأغار في سنته على تلك البادية وقصد جهة السماوة وقد علم ان العربان الكثيرة مجتمعة في الأبيض الماء المعروف قرب السماوة فأغار عليها. وبين هذه شمر والضفير وآل بعيج والزقاريط وغيرهم ... فكانت الوقعة التي قتل فيها مطلق الجرباء. والتفصيل في تاريخ العراق ...
وله أيام منها يوم العدوة: وهذا ماء معروف وهو مزرع لشمر قرب بلد حائل وكان - كما قال الشيخ عثمان بن بشر - قد نهض سعود (سنة ١٢٠٥هـ - ١٧٩١م) الى قبائل مطير وقبائل شمر ولستنفر أهل نجد وقصدهم في تلك الناحية فوقع قتال شديد فانهزمت تلك القبائل وقتل منهم قتلى كثيرة وحصل قوم سعود على غنائم كثيرة ...
ثم أعادوا الكرة على جموع سعود وكان مقدمهم مسلط بن مطلق الجرباء وكان قد نذر أن يجشم فرسه صيوان سعود فاراد أن يتم نذره فقتل ...
والتفصيل في عنوان المجد. (١) وقال ابن سند: " العدوة: لسعود بن عبد العزيز عليه (على مطلق) . وفي ذلك اليوم قتل ابنه مسلط. وكان شجاعاً ... طاعن ذلك اليوم حتى كف كل رعيل، وقرى كل ذابل وصقيل.. وأما مطلق فإنه في ذلك اليوم هزم الكتائب وأروى من دم الفرسان كل سنان وقاضب:
قوم إذا حربوا فآساد الشرى ... وإذا هم أعطوا فابحر جود