" واياد بطون ... ومن اياد ابو البهاء الشاعر، ومنهم بنو علي بن سود لهم خطة بالبصرة وحوض. ومن بني علي سلم بن محمد بن حجر صاحب حوض بني علي بالبصرة.. " اه (٢) فعد اياداً من قبائل طاحية بن سود ومن بطونهم اياد، وعلي، وعبد الله، وبهذا يكونون من القبائل القحطانية.. ولكل وجهة ... اما اليوم فلا نشاهد قبيلة بهذا الاسم، تعد من بقاياهم بل ولا نعرف قبيلة في العراق تمت اليهم بنسب وقربى. وفي انساب السمعاني ذكر انها تنسب الى اياد بن نزار بن معد ابن عدنان وتشعبت منه القبائل ثم عدّ جماعة ممن اشتهروا بالنسبة الى هذه القبيلة فلا محل لا يرادها هنا، ونكتفي بالاشارة اليها. (٣) وان اياداً هذه حافظت على مكانتها وعلى اسمها الى ظهور اياس بن قبيصة الطائي ووقعة ذي قار فان هذه القبيلة كانت مع اياس امير العرب فارسلت الى بكر سراً بان أي الأمرين أحب اليكم أن نطير تحت ليلتنا فنذهب أو نقيم فنفر حين تلاقوا القوم..! قالوا بل تقيمون فإذا التقى القوم انهزمتم بهم. ففعلوا ما ارادت بكر ... (٤) وكانت الامارة فيهم قبل أن تأتيهم القبائل التنوخية الى العراق وبعد ان جاءوا الى العراق كانت لهم اليد في مقدرات هذه الامارة كما نرى ذلك في امارة عدي بن عمرو بن ربيعة من آل نصر اللخمي ...
وفي كل هذه المدة حافظوا على انسابهم ولم يختلطوا بالاعاجم وسائر الفرس. ولكن بسبب مساكنتهم لتخوم الفرس ومخالطتهم لهم صار سائر العرب يكرهون قربهم من العجم ويعدّون ذلك ضياعاً لعربيتهم وعروبتهم. ولذا يرون منزلتهم نازلة، ومكانتهم حقيرة لحد انهم عدّوهم من العجم ونبزوهم بذلك واتقيت مداخلتهم.. ويبعّد هذا احتفاظهم بانسابهم ... ولم يبالوا بالاعراب الذين يطعنون فيهم.. (١) وفي اليعقوبي ذكر لجماهير قبائلهم فليراجع ... ! (٢) وكانوا في اوائل امرهم يناصرون الفرس والفرس يناصرونهم وذلك حينما كانت السلطة بايديهم ...
ومما يشير الى ذلك بعض الوقائع التي من شأنها ان تولد البغضاء بين اياد وسائر العرب ... فيقال انه في بعض الايام نزل رجل من قبائل بكر وتغلب ابني وائل بناحية قريبة من بلاد الفرس من منازل اياد ومعه ابنته وكانت من اجمل نساء العالم فوشى به رحيل من اياد لدى ملك الفرس فاغتصبها من ابيها ويقال انه عرض جميع المشتهيات وخوّفها بجميع العقوبات ومسّها بكثير من المؤلمات ليرى وجهها فأبت وخيرته بين ان يقتلها، أو يعيدها لأبيها، فلما يئس منها اسكنها في موضع واجرى عليها الوظائف الترفيهية واكتفى برؤية قامتها تحت ملابسها في بعض الأحيان. وبسبب ذلك نشبت حروب بين العرب والفرس وانقضى الأمر بقتل ملك الفرس وتخليص الفتاة. وهذه الوقعة بين المحفوظات التي لم يعلم تاريخها ولا وقتها. وعلى كل نرى لاياد يداً في الحصول عليها كما نرى لطيء اصبعاً في وقعة ذي قار..
وكان اسم هذه البنت (ليلى بنت لكيز) . ومن كلامها اثناء ما حصل لها تحث اهلها والعرب على تخليصها والغريب ان تعد اياداً في جملة من تستصرخهم على ذلك وتطلب نفي العار عنهم ...
وفي هذه القصيدة تعد القبائل المعروفة والمعوّل عليها آنئذ فتقول:
ليت للبراق عيناً فترى ... ما ألاقي من بلاء وعنا
يا كليباً وعقيلا اخوتي ... يا جنيداً اسعدوني بالبكا
عذبت اختكموا يا ويلكم ... بعذاب النكر صبحاً ومسا
غللوني قيدوني ضربوا ... ملمس العفة مني بالعصا
يكذب الأعجم ما يقربني ... ومعي بعض حشاشات الحيا
قيدوني غللوني وافعلوا ... كل ما شئتم جميعاً من بلا
فأنا كارهة بغيكم ... ويقين الموت شيء يرتجى
يا بني كهلان يا أهل العلا ... اتدلون عليّ الأعجما
يا أياداً خسرت أيديكموا ... خالط المنظر من برد عمى
فاصطباراً وعزاء حسناً ... كل نصر بعد ضرّ يرتجى
اصبحت ليلى يغلل كفها ... مثل تغليل الملوك العظما
وتقيّد وتكبّل جهرة ... وتطالب بقبيحات العنا