للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفى حوادث سنة ١٠٧٨هـ كان لآل شبيب رئيس آخر اسمه عثمان ابن اخي محمد بن راشد بن مغامس المذكور وعرف بعمه الآنف الذكر. جاء عثمان لمناصرة الدولة العثمانية طالبا الامان. وكذا ورد ابن عمه (عبيد) مزاحما له فى الرئاسة، فتقاتلوا ببغداد، فخر (عبيد) صريعا، وهرب أعوانه الذين جاؤا معه (٣) . ومن عثمان تكوّن فخذ (العثمان) .

وفى (كلشن خلفا) ان الجيش سار من بغداد، فوصل الى العرجاء (العرجة) . ومن ثم وافى اليه شيخ المنتفق عثمان ومعه نحو ألف من الفرسان والمشاة لمساعدة الوالي. ذلك ما دعا ان يلطفه الوزير وينعم عليه، ويكبر ما قام به (١) .

والشيخ عثمان ورد فى عمود آل شبيب. وان عم عثمان هو محمد بن راشد بن مغامس ين مانع ين راشد بن مغامس. ومن ثم نعلم تكوّن فخذ الراشد وفخذ العثمان والمحفوظ ان عثمان بن شبيب. وقولهم ان شبيب يراد به النسبة الاصلية الى جد أعلى. ومن هنا نشاهد الغلط فى المحفوظ كما نقول ابن سعود فلا يراد به الأب المباشر بل جد أعلى. ومثله ابن حسان. والمسموع ان راشدا هو ابن مغامس بن راشد بن بدر المعروف ب (أبي صرعة) لشجاعته.

والملحوظ اننا نعلم يقينا أن الشرفاء كانوا حاولوا اخضاع نجد لجهتهم، فلا علاقة لهؤلاء بأمراء المدينة، وان الشريف حسن بن نمي الذى ينتسبون اليه جاء اسمه فى تاريخ (عنوان المجد) (٢) . وهل هؤلاء من ذريته وانهم ممن جاء العراق؟ ومن هذا علمنا تكون بعض الافخاذ من الشبيبيين من العثمان، والراشد، والعلي، والنجرس، والصكر (الصقر) .

٣ - الشيخ مانع بن راشد: وهذا أخو عثمان. وتفرعت منه فروع كثيرة. وفى أيامه نال المنتفق قدرة وعظمة. والقصة مع الموالي تعزى اليه فى ابداء المولى أمير الحويزة ما عنده من مال، وابداء هذا رجاله. ومنهم من ينسبها الى شبيب مع أمير الحويزة.

وأعقب مانع محمدا ومنه تكونت فروع عديدة توالت فى الرئاسة. ومن فروعه (الروضان) . و (السعدون) ومن ثم صار يعرف أمراء المنتفق ب (السعدون) . واستمروا فى الرئاسة الى آخر أيامهم ولا يزالون. و (آل محمد) عرفوا مدة بهذا الفخذ.

ومانع استولى على البصرة سنة ١١٠٦هـ. استفاد من خلل الادارة. وممن ساعده فى الفتح أمير الحويزة المشعشع. ثم ان أمير الحويزة حسن له أن يقوم هو بامارة البصرة على ان يعطيه نصف خراجها. فوافق الا أن الشاه لم يرض بفعلة أمير الحويزة. وبعد مخابرات اضطر الى تسليمها الى العثمانيين سنة ١١١٢هـ.

وتوفي الشيخ مانع سنة ١١١٥هـ.

٤ - الشيخ مغامس بن مانع: ثم ولي امارة المنتفق. ونعته صاحب (قويم الفرج بعد الشدة) بأنه كان مثل أبيه فى شجاعته واقدامه، ولكنه زاد عليه بخدعته ومكره. يكاد بسحره ينزل قوس السماء الى الارض. وكان والي البصرة نصبه شيخا مكان والده وألبسه الخلعة، ففى سنة ١١١٥هـ ضبط البصرة، وبقيت بيده الى سنة ١١٢٠هـ.

وفى خلال حكمه البصرة فى ٧ تشرين الثاني سنة ١٧٠٥م (١١١٧هـ) كانت سفن هولاندة راسية فى شط العرب، فحضر اليه ربانها وهو بطرس (بتر) مع الاب يوحنا فالتمس الربان منه عقد اتفاق بينهم وبين العرب، فانعم عليه بما أراد مما يتعلق بشؤون الشركة التجارية. واغتنم الأب الفرصة فالتمس أن يصدر له الامر بحماية الكنيسة وداره التي يقيم فيها. وفى ٩ منه قدم هؤلاء مذكرتيهما بواسطة عبد اللطيف الى الامير مغامس، فعهد الى قاضيه الشيخ سلمان بتصديقهما تصديقا شرعيا. وفى ١٢ منه أرسل بالبراءتين اليهما (١) .

وفى أيام الوزير حسن باشا جرت حروب طاحنة توالت فيها النجدات. وبين العشائر التى انتصرت للشيخ مغامس السراج، وزبيد، وميّاح، وبنوخالد، وغزية وشمر ... دامت الحرب الى ١٩ شهر رمضان سنة ١١٢٠هـ. وفى أثناء المعركة قتل الشيخ (تركي) شيخ الاجود وكان عضد الشيخ مغامس. فتأثر عليه. ذلك مما أدى الى انسحابه. لأن الشيخ تركيا كان شوكتهم، وبموته انكسروا. وفخذ المغامس يتصل به.

٥ - الشيخ سعدون كان أعقب مانع ولدا آخر اسمه محمد. وهذا أعقب ابنه سعدونا فتكون السعدون ومن ابنه الآخر (عبد الله) تكوّن (آل محمد) ، ومن ابنه الثالث عبد المنعم تولد (الروضان) من روضان بن عبد المنعم.

<<  <   >  >>