للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- صلى الله عليه وسلم -، وشرف كتابة الوحي، وشرف الفقه بشهادة الصّحابة، وواحدة من هذه تجعله مفضّلاً على عمر بن عبد العزيز، فكيف إذا اجتمعت كلُّها؟!

وقيل لأبي عبد الله: " هل يُقاسُ بأصحاب رسول الله أحد؟ قال: معاذ الله! قيل: فمعاوية أفضل من عمر بن عبد العزيز؟ قال: أي لعمري؛ قال النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: خير النّاس قرني" (١).

كما نصّ القرآن الكريم على عدالة الصّحابة وطهارتهم واختيار الله لهم، فمن ذلك قوله تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ... (١١٠)} [آل عمران]، وقوله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا (٢) لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ ... (١٤٣)} [البقرة]، وقوله تعالى: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ ... (١٨)} [الفتح]، وقوله تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ... (١٠٠)} [التَّوبة]، وقوله تعالى: {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (١٠) أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (١١) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (١٢)} [الواقعة]، وقوله تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (٧٤)} [الأنفال]، وقوله تعالى: {قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى ... (٥٩)} [النّمل]، وقوله تعالى: {يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ... (٥٤)} [المائدة]، وقوله تعالى: {حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (٦٤)} [الأنفال]، وقوله تعالى: {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (٨)


(١) أبو بكر الخلاّل " السّنّة " (م ٢/ص ٤٣٥/رقم ٦٢٢) وقال المحقّق: إسناده صحيح.
(٢) {وَسَطاً} خياراً عدولاً. ووسط كُلّ شيءٍ خياره، ووسط العقد: أَنْفَسُه، والوسط: العَدْل والخيار، ومنه قوله تعالى: {قَالَ أَوْسَطُهُمْ ... (٢٨)} [القلم] أي أَعْدلهم وخيرهم. وقيلَ في صِفَةِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: إِنَّه كان مِنْ أوسطِ قومه: أي خِيارِهم.

<<  <   >  >>