للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- صلى الله عليه وسلم -؟ فيقولونَ لهم: نَعَمْ؛ فَيُفْتَحُ لهُم، ثمَّ يأتي على النّاس زمانٌ فيَغْزُو فِئامٌ من النَّاس، فيُقالُ: هل فِيْكُم مَنْ صاحب أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فَيقُولونَ: نَعَمْ؛ فَيُفْتَحُ لهم، ثمَّ يأتي على النّاس زمانٌ فيَغْزُوا فِئَامٌ من النَّاس فَيُقَالُ: هلْ فيكم مَنْ صَاحَبَ مَنْ صَاحَبَ أصحابَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فيقولونَ: نَعم؛ فيفْتحُ لهم " (١).

والحديث فيه معجزة للنَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فقد فُتِحَ للصّحابة، ثمّ للتابعين، ثمَّ لتابعيهم؛ لفضلهم. ولذلك فإنّنا لا نقبل أن يُشَكَّكَ في عدالة الصّحابة وفضلهم، وفضل التّابعين لهم بإحسان وتابعيهم، وكلّ من يحاول أن ينال منهم، فهو مَفْضُولٌ يتطاول على فَاضِل، أو مجروح يتطاول على عدْل، أو شقيّ يتطاول على من: {رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ... (١٠٠)} [التّوبة].

ويؤيّد الحديث المتقدّم قوله - صلى الله عليه وسلم -: " خير النّاس قرني، ثمّ الّذين يلونهم، ثمّ الّذين يلونهم " (٢).

فلا يتقدَّم أحدٌ أيَّا كان على أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولو بَلَغَ من الفضل الغاية؛ ذلك أنّ شرف الصّحبة لا يعدله شرف آخر، وقد سُئل المعافى بن عمران: " أيُّهما أفضل، معاوية أو عمر بن عبد العزيز؟ فغضب وقال للسّائل: أتجعلُ رجلاً من الصَّحابة مثل رجل من التّابعين؟! معاوية صاحبه، وصهره، وكاتبه، وأمينه على وحي الله" (٣).

وقال عبد الله بن المبارك: " تراب في أنف معاوية أفضل من عمر بن عبد العزيز " (٤).

ذلك أنّ معاوية جمع بين شرف الصُّحبة، وشرف النَّسب، وشرف مصاهرته للنَّبيِّ


(١) البخاري " صحيح البخاري " (م ٢/ج ٤/ص ١٨٨) كتاب أحاديث الأنبياء، ومسلم "صحيح مسلم بشرح النّوويّ " (م ٨/ج ١٦/ص ٨٣) كتاب فضائل الصّحابة.
(٢) البخاريّ " صحيح البخاريّ " (م ٢/ج ٤/ص ١٨٩) كتاب أحاديث الأنبياء.
(٣) ابن كثير " البداية والنّهاية " (ج ٨/ص ١٣٩).
(٤) المرجع السَّابق.

<<  <   >  >>