[وروى البيهقي وغيره بأسانيد صحيحة عن أبي عبيد القاسم بن سلام قال: هذه الأحاديث التي يقول فيها (ضحك ربنا من قنوط عباده وقرب غيره) ، (وأن جهنم لا تمتلئ حتى يضع ربك فيها قدمه) ، (والكرسي موضع القدمين) وهذه الأحاديث في الرؤية هي عندنا حق حملها الثقات بعضهم عن بعض، غير أنا إذا سئلنا عن تفسيرها لا نفسرها، وما أدركنا أحداً يفسرها] .
التفسير المنفي هنا هو تفسير الكيفية، وإلا فالمعاني ظاهرة، وهذه النصوص وأشباهها هي التي تمسك بها المفوضة فيما ذهبوا إليه من عدم إثبات المعاني للأسماء والصفات التي جاءت في الكتاب والسنة، ولا شك -كما تقدم بيانه- أن هذا الطريق ليس هو طريق السلف، بل طريق السلف هو الإثبات، والتفسير المنفي في هذه النقول هو تفسير المبتدعة أو تفسير الكيفية.
قال: أبو عبيد أحد الأئمة الأربعة الذين هم: الشافعي وأحمد وإسحاق وأبو عبيد، وله من المعرفة بالفقه واللغة والتأويل: ما هو أشهر من أن يوصف.
[وقد كان في الزمان الذي ظهرت فيه الفتن والأهواء، وقد أخبر أنه ما أدرك أحداً من العلماء يفسرها -أي: تفسير الجهمية] .