وذكر في جملة ما نقل عنه جملة من الأمور وابتدأها بقوله:(وجملة قولنا أن نقر بالله، وملائكته، وكتبه ورسله) وفي هذا أن الإيمان بالأسماء والصفات وبالأخبار التي ذكرها الله سبحانه وتعالى عن نفسه، أو ذكرها عنه رسوله صلى الله عليه وسلم أن الإيمان بذلك والاعتقاد به هو من لازم الإيمان بالله جل وعلا وملائكته وكتبه ورسله؛ لأن الله تعالى أخبر عن نفسه، ونقلت ذلك الملائكة، وما أخبر به عن نفسه هو موجود في كتبه، وقد نطقت به رسله وبلغته إلى الخلق، فمن لازم الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله أن نؤمن بما أخبر الله سبحانه وتعالى به عن نفسه، أو أخبرت به عنه رسله صلوات الله وسلامه عليهم.
وذكر في جملة ما ذكر صفة الاستواء، وأن الله مستوٍ على عرشه، وهذا أمر دلت عليه نصوص الكتاب والسنة دلالة واضحة، والاستواء صفة فعلية ضل فيها من ضل من المتكلمين، وذهب فيها مذاهب باطلة، ومذهب أهل السنة والجماعة أن الاستواء صفة فعلية من صفات الله سبحانه وتعالى تليق به، وتفسيرهم لها دائر على أربع كلمات: الصعود، والاستقرار، والارتفاع، والعلو.
وأما المؤولة فقد سلكوا في ذلك مسالك، فأولوا الاستواء بالاستيلاء، وأولوا العرش بتأويلات باطلة، وكل هذه التأويلات أولوها ليصدوا الناس عن اعتقاد استواء الله سبحانه وتعالى على عرشه.
والعرش هو خلق من مخلوقات الله عظيم تقدم الكلام عليه.