للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[اختلاف أهل السنة في إثبات صفة النفس]

القول الأول: أن النفس المذكورة في الآيات هي الذات نفسها، وليست صفة لها، فقوله سبحانه: {تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ} أي: تعلم ما عندي ولا أعلم ما عندك.

{وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي} أي: لي، ((وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ)) أي: يحذركم الله ذاته، وهذا ليس من التأويل حتى يقال: كيف تؤولون؟ لكن يقال: إن لسان العرب يطلق النفس ويريد به الذات، فتقول: سقط الجدار نفسه، ومعلوم أن الجدار ليس له نفس والمقصود ذاته.

فهذا جار على لسان العرب، أن يطلق لفظ النفس ويراد به الذات نفسها، وهذا القول مال إليه شيخ الإسلام رحمه الله وقال: إنه قول جماهير أهل العلم.

والقول الثاني: أن النفس صفة للذات كالسمع والبصر وغيرها من الصفات.

وهذا القول قال به جمع من أهل السنة، من أبرزهم إمام الأئمة ابن خزيمة رحمه الله في كتابه: التوحيد، وكذا الشيخ ابن خفيف رحمه الله في كلامه.

فهذان قولان في المسألة، والراجح منهما القول الأول، وهو قول الجماهير كما قال شيخ الإسلام رحمه الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>