(ثم هؤلاء المتكلمون المخالفون للسلف إذا حقق عليهم الأمر، لم يوجد عندهم من حقيقة العلم بالله وخالص المعرفة به خبر، ولم يقعوا من ذلك على عين ولا أثر، كيف يكون هؤلاء المحجوبون المفضولون المنقوصون المسبوقون الحيارى المتهوكون؛ أعلم بالله وأسمائه وصفاته، وأحكم في باب ذاته وآياته من السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار؟!] .
إذاً: من أسباب رد طريقة هؤلاء، أولاً: أنهم حجبوا عن معرفة الله عز وجل بما سلكوه من طرق، وأنهم مسبوقون بالسلف الصالحين الذين هم ورثة الأنبياء، والذين تلقوا عن النبي صلى الله عليه وسلم، هذا ثاني الأمور، والثالث: أنهم حيارى متهوكون فلم يصلوا في باب العلم بالله وبأسمائه وصفاته إلى شيء، إنما وصلوا إلى ضلال وحيرة واضطراب، وكل هذا مما يؤكد أن طريقهم لا توصل إلى معرفة الله عز وجل ولا توصل إلى خير، بل هي ضلالات وشبهات وتقولات على الله بغير علم.
قوله:[والذين اتبعوهم بإحسان من ورثة الأنبياء وخلفاء الرسل، وأعلام الهدى ومصابيح الدجى، الذين بهم قام الكتاب وبه قاموا، وبهم نطق الكتاب وبه نطقوا، الذين وهبهم الله من العلم والحكمة ما برزوا به على سائر أتباع الأنبياء، فضلاً عن سائر الأمم الذين لا كتاب لهم، وأحاطوا من حقائق المعارف وبواطن الحقائق بما لو جمعت حكمة غيرهم إليها لاستحيا من يطلب المقابلة] يعني: لاستحيا من يطلب الموازنة بينما حصله السلف الذين تلقوا عن النبي صلى الله عليه وسلم وما حصله غيرهم في مجموع الأمم ممن لهم كتاب ومن لا كتاب لهم.