[قال محمد: وهذا الحديث يبين أن الله عز وجل على العرش في السماء دون الأرض، وهو أيضاً بين في كتاب الله، وفي غير حديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم] .
فالنزول يقتضي أنه في العلو، ولذلك كان من أدلة علو الله سبحانه وتعالى أنه سبحانه وتعالى على عرشه.
كل هذا دال على علو الله سبحانه وتعالى، وقد تقدم ذكر أدلة العلو، وأن العلو دل عليه الكتاب والسنة والإجماع والفطرة والعقل، فاجتمعت في إثباته جميع الدلائل، والشيخ رحمه الله إنما ذكر بعض الآيات الدالة على علوه سبحانه وتعالى، وإلا فالآيات -كما تقدم في كلام شيخ الإسلام رحمه الله- أكثر من أن تحصى.
[وذكر من طريق مالك قول النبي صلى الله عليه وسلم للجارية:(أين الله؟ قالت: في السماء.
قال: من أنا؟ قالت: أنت رسول الله.
قال: فأعتقها) قال: والأحاديث مثل هذا كثيرة جداً، فسبحان من علمه بما في السماء كعلمه بما في الأرض لا إله إلا هو العلي العظيم.
وقال قبل ذلك في الإيمان بصفات الله تعالى وأسمائه، قال: واعلم بأن أهل العلم بالله وبما جاءت به أنبياؤه ورسله يرون الجهل بما لم يخبر به عن نفسه علماً] .
فمن كمال علمهم بالله عز وجل أنهم يسكتون عما سكت، وأن العلم فيما لم يذكره الله سبحانه وتعالى عن نفسه أو لم يذكره عنه رسوله هو السكوت والجهل، وهو تمام الانقياد والعبودية لله عز وجل؛ لأنهم يعلمون أنهم لا يحيطون به سبحانه وتعالى علماً، ومن تمام كماله أن عجزت العقول عن إدراك حقيقة ما أخبر، فضلاً عن أن تدرك كل صفاته وأسمائه جل وعلا.