للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كتاب الفجار} (١) ، قالت طائفة: تعذب الأرواح والأبدان جميعًا، وكذلك

تنعم، وقالت طائفة: تبعث الأرواح؟ لأنها من حكم السماء ولا تبحث

[٤٩٣/ب] الأبدان/لأنها من حكم الأرض، وهذا كلام مستحيل، وقال بعضهم: تبعث الأرواح ونفس لله لها أجساماً من الجنة، وهو مثل الذي قبله، وقالت طائفة:

للمؤمن ثلاثة أرواح، وللكافر والمنافق روح واحدة، وقال بعضهم: للصديقين

خمسة أرواح، وقال بعضهم: الروح روحانية خلقت من الملكوت، فإذا صفَّت

رجعت إلى الملكوت وقال بعضهم!: الروح روحان روح اللاهوتية، وروح الناسوتية، وقال بعضهم: الأرواح لاهوتية، والنفس أرضية طينية نارية، وقال

بعضهم: الأرواح تتناسخ، وتنتقل من جسم إلى جسم، وهذا شر الأقاويل

وأبعدها من الأثر، وقالت طائفة: وهم أهل الأثر: الروح غير النفس، وقوام

النفس بالروح ولا عدو أعدى لابن آدم من نفسه، لا تريد ألا الدنيا، والروح عكسها، وقد جعل الهوى تبغا للنفس، والشيطان مع النفس والهوى والملك

مع العقل والروح، وذكر ابن الحباب في كتاب معرفة الروح عن ابن عباس

مرفوعا: واستغربه أن للبهائم، والكفار ثلاثة أرواح: روح الشهوة، وروح القوة،

وروح البدن، والمؤمن يزيد عليهم بروح الإِيمان، قال ابن المنذر: من نام عن

صلاة أو نسيها، صلاها متى استيقظ أو ذكر، روى ذلك عن علي وروى

معنى ذلك عن غير واحدة من الصحابة، وبه قال: النخعي، وأبو العالية،

والشعبي، والحكم، وحماد بن مالك، والأوزاعي، ومحمد بن إدريس الشافعي،

وأحمد، وإسحاق، وأبو ثور- رضي الله عنهم أجمعين-، قال القرطبي: في

الحديث دليل على وجوب القضاء على النائم والناسي كثرت الصلاة أو قلت،

وهذا مذهب العلماء كافة، وقد حكى خلاف شاذ عن بعضهم فيمن زاد

[٤٩٤/أ] على خمس صلوات أنه لا يلزم قضاء/وأما من تركها عامداً، فالجمهور وجوب القضاء وفيه خلاف عن داود أبي عبد الرحمن الأشعري، وقال

الثوري: وهو قول شذ به بعض أهل الظاهر، وفي كلامه نظر؛ لأن داود فمن

بعده قالوا به، الثاني: ان أبا محمد بن حزم ذكر أنه أيضا قول عمر بن


(١) سورة المطففين آية: ٧

<<  <  ج: ص:  >  >>