في عدة نسخ، وفي بعض النسخ هذه زيادة من القطان، ويشتبه أن يكون
صحيحا؛ لأني لم أر هذا الحديث مذكورا في شيء من كتب الأطراف، ولا
رأيت عمرا مذكورا في شرح ابن ماجة، وكذا المقري، والله أعلم.
هذا حديث إسناده ضعيف بابن لهيعة؛ فإنه ممن تكلّم فيه جماعة من
العلماء فيهم كثرة، ومع ذلك فقد قال فيه الثوري: عنده الأصول وعندنا
الفروع، وقال ابن مهدي: وددت أنّي سمعت منه خمس مائة حديث، وأنّي
غرمت مالي، وحدث ابن وهب بحديث فقال: من حدثك هذا؟ فقال:
حدّثني به والله الصادق البار ابن لهيعة، وروى البخاري في صحيحه:
حدّثنا … قال فيه: عن ابن فلان ولم يُسَمِّه فذكر أبو نعيم الحافظ والإِسماعيلي
وصاحب الأطراف أنّه ابن لهيعة، وفي الروض الأنف أبي زيد- رحمه الله
تعالى- كان مالك يحسن القول فيه ويقول: إن الذي رَوَّى عنه حديث
العريان في الموطأ عن الثقة عنده عن عمرو بن شعيب بن لهيعة ويقال: بل
الثقة ابن وهب حدّثه به عن ابن لهيعة، وذكر الآجري عن أبي داود: سمعت
أحمد بن حنبل يقول: من كان مثل ابن لهيعة مصر في كثرة حديثه وضبطه
وإتقانه، وحدّث عنه أحمد، يحدّث كثيرا، وإنّما ذكرت هذا؛ لأنّ، البيهقي
في كتاب السنن الكبير أهل الحديث أجمعوا على ضعفه وأي إجماع مع
مخالفة هؤلاء فتأمّله، والله أعلم، وفي حديث الدُوْنَقِي بضم الدال وبعد
الساكنة نون بعدها قاف، نسبة إلى دونق: قرية من بناوند شيء ليس في
الحديث الأول، على تقدير أن يكون من الأصل، أو كان من غيره فلا ضير
والله أعلم، وذلك أن عمرو بن علي قال عن ابن لهيعة: احترقت كتبه؛ فمن
كتب عنه/قبل ذلك مثل ابن المبارك والمصري أصح ممن كتب عنه بعد
الاحتراق، وبنحوه قاله ابن سعد، وهذه كتب من حديث المقري، والله أعلم،
وخرجه الترمذي في العلل من حديث ابن لهيعة عن أبي الزببر عن جابر عن