للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي قوله: أطول، أي: من أطول الناس. انتهى كلامه، وفيه نظرة لأن الذي في الصحيح أنها زينب بنت جحش، وقد قال هو في كتاب الصحابة أن سودة توفّيت سنة خمس وخمسين، وأن زينب توفيت سنة عشرين بالمدينة، هذا تناقض ظاهر- والله تعالى أعلم-، ويحتمل أن يكون هذا تصحف على الكاتب، وقد استظهرت نتيجة أخرى، ويؤيّده ما ذكره الحافظ النيسابوري في كتاب شرف المصطفي الكبير من أنّ سودة هي صاحبة القصة أيضًا- والله تعالى أعلم-، وحديث عقبة بن عامر يرفعه: "المؤذنون أطول الناس أعناقًا يوم القيامة" (١) رواه أبو القاسم في الكبير من حديث ابن لهيعة عن ابن أبي حبيب عن أبي الخير عنه، وحديث زيد بن أرقم يرفعه: "نعم المرء بلال سيد المؤذنين يوم القيامة، والمؤذنون أطول الناس أعناقًا يوم القيامة" (٢) رواه أبو القاسم الطبراني في الأوسط من حديث قتادة عن القاسم بن عوف الشيباني عنه، وقال: لم يروه عن قتادة إلا حسام بن مصك، وفي كتاب ابن زنجويه من حديث عبد الوهاب بن مجاهد عن أبيه، قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: (أطول الناس أعناقا يوم القيامة المؤذنون ولا يدودون في قبورهم) (٣) . وحديث بلال أنه قال: يا رسول الله الناس يتجرون ويبتاعون معايشه ويمكثون في بيوتهم، ولا أستطيع أن أفعل ذلك فقال: " ألا ترضى يا بلال/أن المؤذن أطول الناس أعناقاً" (٤) ورواه البيهقي في الشعب من حديث محمد بن الوليد بن


(١) ضعيف. أورده الهيثمي في " مجمع الزوائد" (١/٣٢٦) وعزاه إلى الطبراني في " الكبير، وفيه ابن لهيعة، وهو ضعيف.
(٢) ضعيف. رواه الحاكم (٣/٢٨٥) والحلية (١١/٤٧) وابن عدي في " الكامل} (٠/٨٤٢) وابن عساكر في " التاريخ، (٣/٣١٣، ١/٣٢٩٠) والطبراني في (الكبير، (٥/٢٣٨) والمجمع (١/٣٢٦) وفيه حسام بن مصك وهو ضعيف.
(٣) رواه أحمد (٣/١٦٩، ٢٦٤) وعبد الرزاق (١٨٦٢) والمجمع (١/٣٢٦) والخلفاء (١/٢٦) والكنز (٢٥٨٩٤) .
(٤) صحيح. أورده الهيثمي في " مجمع الزوائد، (١/٣٢٦) وعزاه إلى الطبراني في " الكبير" =

<<  <  ج: ص:  >  >>