للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بليث المذكور، قيل: واغفل كونه من رواية أبي محمد جبارة بن المغلِّس الحافي

الكوفي، فإن عبد الله بن أحمد عرض على أبيه شيئا من حديثه فأنكرها،

وقال في بعضها: سمعت هذه موضوعة أو هي كذب، وقال ابن معين: هو

كذاب، وكان أبو زرعة حدّث عنه، ثم ترك حديثه بعد ذلك، وقال: قال لي

أبي نمير: ما هو عندي ممن يكذب، كان يوضع له الحديث فيحدّث به، وما

كان عندي/ممن يتعمد الكذب، وذكر ابن عقدة عن محمد بن عبد الله بن

سليمان الحضرمي: سألت ابن نمير فقال: صدوق، وقال أبو حاتم: هو مثل

القاسم بن أبي شيبة، وقال ابن عدي: في بعض حديثه مالا يتابعه أحد عليه،

غير أنه كان لا يتعمّد الكذب، وحديثه مضطرب، كما ذكره البخاري، وقال

ابن حبان: كان يقلب الأسانيد، ويرفع المراسيل، وقال محمد بن سعد:

يضعف، وذكره أبو جعفر العقيلي والبلخي في كتاب الضعفاء، ويعقوب في

باب: من يرغب عن الرواية عنهم، وقال البزار: كان رجلًا كثير الخطأ، ليس

يحدّث عنه رجل من أهل العلم، إنّما يحدّث عنه قوم فأتتهم أحاديث كانت

عندم أو رجل عنى وأغفل كونه أيضا من رواية عبد الكريم المجهول العين

والمنفرد عنه بالرواية جبارة، وقد وجدنا لهذا الحديث شاهدًا رواه أبو داود

بسند، صححه ابن حزم عن محمد بن الصباح، ثنا سفيان بن عيينة عن

سفيان عن أبي فروة عن أبي يزيد بن الأصم عن ابن عباس: فال رسول الله

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"ما أمرت بتشييد المساجد". قال ابن عباس: لزخرفها كما زخرفت

اليهود والنصارى (١) . ورواه أبو نعيم من حديث عبد الأعلى بن حماد، ثنا

معتمر سمعت بشار يحدّث عن أبي فزارة به. حدثنا جبارة ثنا عبد الكريم بن

عبد الرحمن عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون عن عمر بن الخطاب: قال

رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"ما ساء عمل قوم قط إلا زخرفوا مساجدهم" (٢) . هذا


وهو كذاب. وقد أخرجه أبو داود بسنده بدون هذا السياق. انظر: صحيح أبي داود تحت: (ح/
٤٧٤) . وضعفه الشيخ الألباني. ضعيف ابن ماجة (ح/١٥٧) ، الضعيفة (ح/٢٧٣٣) .
(١) حسن. رواه أبو داود (ح/٤٤٨) ، وعبد الرزاق (٥١٢٧) ، وشرح السنة (٢/٣٤٨) ، وتغليق
(٢٣٦، ٢٣٧) ، والكنز (٢٠٨٢٧) ، والمنثور (٣/٢١٧) ، والمشكاة (٧١٨) ، والحلية (٧/٣١٣) .
(٢) ضعيف جدا. رواه ابن ماجة (ح/٧٤١) . في الزوائد: في إسناده أبو إسحاق، كان

<<  <  ج: ص:  >  >>