ابن الجوزي في علله من حديث أبي البختري وهب بن وهب/، ورده به،
وفي كتاب أبي نعيم بن دكن، ثنا سفيان عن أيوب عن عبد الله بن شقيق
العقيلي قال:"كانت المساجد تبنى جمار المدائن تشرف". ثنا سفيان عن أبي
فزارة عن مسلم المستبطني (١) قال: كان علي بن أبي طالب إذا مر بمسجد
النيم وهو مشرف قال: هذه بيعة النيم عن بيته. الشرفة: ما يوضع على أعالي
القصور والمدن، وشرف الحائط: جعل له شرفه. ذكره ابن سيده، وفي الجامع:
وقولهم قصر مشرف: إنّما معناه طويل، وإذا أرادوا له شرف قالوا: قصر
مشرف، والبيعة: كنيسة النصارى، وقيل كنيسة اليهود، كما ذكره في
المحكم، وفي الجامع: البيعة: بكسر الباء: صومعة الراهب، وقيل. كنيسة
النصارى، والجمع بيع، وقال عياض: البيعة: كنيسة أهل الكتاب. والصلوات
للصابئين، كالمساجد للمسلمين، وفي كتاب الجواليقي: البيعة، والكنيسة:
جعلهما بعض العلماء، فارسيين معربين، وأما البناء المشيد: فهو المعمول
بالتشيد، وكلّ ما أحكم من البناء، فقد شيّد، قال أبو عبيد: البناء المشيّد
المطول، وقال الكسائي: التشييد للواحد، والمشيّدة للجميع، حكاه أبو عبيد
عنه والكسائي: يحل عن هذا. قاله ابن سيده، وفي الجامع: أشدت الحائط
وشيّدته: فهو مشاد، ومشيد إذا طولته، وقيل: لا يكون مشيدا حتى يجصّص
ويطول، والزخرف: الذهب هذا الأصل، ثم سمّى كل زينة زخرفا، وزخرف
البيت: زينه وأكمله، وكلّ ما ذوق وزيّن، فقد زخرف، والتزخرف، والتزين،
والزخارف: ما زين من السفن، والزخرف: زينة النبات. ذكره ابن سيده، وفي
الجامع: كل نفيس يسمّى زخرفا، وقال الهروي: هو كمال/حسن الشيء،
وقال عياض. هو التزويق بالنقش والتلوين. قال الخطابي: المعنى أن اليهود،
والنصارى؛ إنما زخرفوا المساجد عند ما حرفوا وتركوا العمل بما في كتبهم،
نقول: فأنتم تصيرون إلى مثل حالهم؛ إذا طلبتم الدنيا بالدين وتركتم الإخلاص
في العمل، وصار أمركم إلى المراياه بالمساجد والمباهاة بتشييدها وزينتها، وفيه
دليل على أن الصلاة لا تجز بالمال كما يجز الصوم وغيره وأمّا قول من قال:
(١) قوله:"المستبطفي"غير واضحة "بالأصل" وكذا أثبتناه.