للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إحدى صلاتي العشاء، فأطال، فرأيت اضطراب لحيته، فلما انصرف قلت:

أكنت تقرأ؟ فقال لي عامته تسبيح ودعاء، ثم قال: " جابر بن عبد الله قال:

"كنا ندعوا قياما وقعودا وركوعا وسجودا" (١) .

فهذا كما ترى بسند كالشمس فيه تصريح بسماعه منه، ولا مطعن في

سماعه بعد هذا، وإذا أثبت هذا فقد وقع لنا هذا الحديث مختصرا بإسناد

صحيح على شرط مسلم، ذكره المروروذي في مسنده فقال: حدّثنا إسحاق

الأزرق عن هشام عن الحسن عن جابر قال:"نهى عن الصلاة على جواد

الطريق" (٢) .

والصحابي إذا قال نهى أو أمر كان محمولاً على الاتصال كما تقدم قبل،

ورواه يزيد بن هارون عن هشام مرفوعا مطولاً، قال: وقول رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

"إذا كنتم في الخصب فامنحوا الركاب حقها- أو كلمة نحوها ولا تعدوا

المنازل، وإذا كنتم في الجدب فعليكم بالدلجة؛ فإن الأرض تطوى بالليل، وإذا

تقولت/لكم الغيلان فبادروا بالأذان، ولا تصلوا على قارعة الطريق تبدلوا عليها

فإنها مأوى الحيّات والسباع، ولا تقضوا عليها الحاجات فإنها ملاعن"رواه

البزار (٣) عن محمد بن معمر عن يزيد وقال: وهذا الحديث لا نعلمه يروى

عن جابر إلا بهذا الإِسناد، وهم يتكلمون في سماع الحسن من جابر، وفيما

قاله نظر؛ لأن حديث الباب بغير هذا الإِسناد، والله أعلم، وله شاهد من


(١) الكنز: (ح/٢٢٦٦٣) .
(٢) هذا طريق من حديث ضعيف. كما ذكر الشارح.
رواه ابن ماجة في: ١- كتاب الطهارة، ٢١- باب النهي عن الخلاء على قارعة الطريق،
(ح/٣٢٩) وتمام لفظه:"إياكم والتعريس على جواد الطريق، والصلاة عليها، فإنها مأوى
الحيات والسباع. وقضاء الحاجة عليها، فإنها من الملاعن".
في الزوائد: إسناده ضعيف. وكذا ضعفه الشيخ الألباني. انظر ضعيف ابن ماجة (ح/٧١) ز
قلت: وقد سبق أن بيتَا تحسين الشيخ الألباني لهذا الحديث، وبينا سبب الضعف.
(٣) صحيح. أورده الهيثمي في"مجمع الزوائد" (٣/٢١٣) وقال: رواه أبو داود وغيره
باختصار كثير، ورواه ابو يعلي، ورجاله رجال الصحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>