للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال:"صنع بعض عمومتي للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طعامًا فقال للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إنى أحب

أن جمل في بيتي وتصلى فيه. قال: فأتاه في البيت فحلّ من هذه الفحول

فأمر بناحية منه فكنس ورشق فصلى وصلينا معه، قال ابن ماجة: الفحل الحصير

الذي قد اسود" (١) . هذا حديث إسناده صحيح، وقد تقدم في كتاب

الطهارة صلاته عليه السلام في بيت أم سليم، وفي كتاب الصلاة صلاته عليه

السلام في الأماكن التي اتخذت مساجد. غريبة: الدار مؤنثة، وإنّما قال الله

تعالى:"ولنعم دار المتقين" (٢) فذكر على معنى المثوى، والموضع كما قال:

"نعم الثواب وحسنت مرتفقا" (٣) فأنث على المعنى واد في العدد أدر،

والكثير ديار مثل جبل وجبيل/وجبال، ودور أيضًا مثل: أسد وأسيد ذكره

الجوهري، وفي الجامع: الدار: الأرض، والدور القبائل، وفي الحديث:"ما

بقيت دار إلا بني فيها مسجد" (٤) ، وفيه قوله عليه السلام:"ألا أنبئكم بخير

دور الأنصار، والخزيرة اللحم يقطع صغارًا ثم ينطبخ بالماء والملح، فإذا انتهيت

طبخًا درّ عليه الدقيق فقصر به ثم أدم بأي أدام شيء، ولا يكون الخزيرة إلا

وفيها لحم" (٥) . وقيل: الخزيرة: مرقة، وهو أن تصفي بلالة النخالة ثم تطبخ،

وقيل: الخزيرة: الحساء من الدسم والدقيق، قال: فتدخل في حناجر أقنعت

لعاوتها من الخزير المعرف. ذكره ابن سيده. وفي الصحاح: الخزير والخزيرة أن


(١) صحيح. رواه ابن ماجة (ح/٧٥٦) في الزوائد: إسناده حسن، وله أصل في الصحيح.
وصححه الشيخ الألباني.
قال أبو عبد الله بن ماجة: الفحل هو الحصير الذي قد اسود.
(٢) سورة للنحل آية: ٣٠.
(٣) سورة الكهف آية: ٣١.
(٤) بنحوه. رواه أبو داود في: الصلاة، باب"٤٦". والنسائي في: الإِمامة، باب"٥٠".
(٥) صحيح. رواه البخاري (ح/٥٤١) .
غريبة: قوله:"الخزيرة"، بخاء معجمة مفتوحة ثم زاي مكسورة وبعد التحتانية الساكنة راء
هي ما يتخذ من الدقيق على هيئة العصيدة لكنه أرق منها. قاله الطبري. وقال ابن فارس:
دقيق يخلط بشحم، وقال القتبي وتبعه الجوهري: الخزيرة: أن يؤخذ اللحم فيقطع صغارا،
ويصب عليه ماء كثير فإذا نضج در عليه للدقيق، فإن لم يكن فيها لحم فهي عصيدة، وقيل
مرق يصفي من بلالة النخالة ثم يطبخ، وقيل حساء من دقيق ودسم.

<<  <  ج: ص:  >  >>