للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبو موسى محمد المثنى، ثنا خالد بن الحرث، ثنا حميد عن أنس بن مالك

قال: أرادت بنو سلمة أن تتحول من ديارهم إلى قرب المسجد، فكره رسول

الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يعدوا المدينة فقال: " يابني سلمة ألا تحتسبون آثاركم قط؟

فأقاموا " (١) . هذا حديث خرجه البخاري في صحيحه، وفي لفظ عند

الرازي: " يعدوا المسجد "، وضعفه، وقال: الصواب المدينة. حدثنا علي بن

محمد، ثنا وكيع وإسرائيل عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس قال:

" كانت الأنصار بعيدة منازلهم من المسجد فأرادوا أن يقتربوا، فنزلت:

(نكتب ما قدّموا وآثارهم) قال:. فثبتوا " (٢) ، هذا حديث مسند في

الاصطلاح الحديثي، وسنده صحيح، وزاد عبد بن حميد في تفسيره: " فقالوا:

بل نثبت مكاننا "، وقد رواه أيضًا أبو سعيد الخدري بلفظ: " شكت بنو

سلمة إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد منازلهم من المسجد فأنزل الله تعالى: (ونكتب ما

قدموا) " فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " منازلكم فإنّما تكتب آثاركم " (٣) ، أخيرنا/به

المسند الفقيه فتح الدين الحوري- رحمه الله- عن أبي الحسن بن أبي عبد

الله بن أبي الحسن- رحمه الله- قال: أنبأنا أبو الفضل المنهي عن أبي الحسن

علي بن أحمد المفسر أنبأ الشريف إسماعيل بن الحسن بن محمد بن الحسين

الطبري أنبأ جدي أنبأ عبد الله بن محمد بن الشرقي، ثنا عبد الرحمن بن

بشر، ثنا عبد الرزاق أنبأ الثوري عن طريق ابن شهاب عن أبي نضرة عنه،

وقال أبو عيسى: ورواه عن محمد بن وريس عن إسحاق الأزرق عن الثوري،


الحجارة القدم فتوهنها. و" هوام الاً رض ": ما فيه من ذوات السموم. و" يطنب ":
الطنب- بضمتين- واحد أطناب الخيمة أي: ما أحب أن يكون بيتي مربوطا مشدودا بطنب
بيته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقد يستعار الطب للناحية، وهو كناية عن القرب.
(١) صحيح. رواه البخاري (٣/٢٩،١/١٦٧) ، وابن ماجة (ح/٧٨٤) ، وأحمد (٣/
١٠٦، ٢٦٣) ، والبيهقي (٣/٦٤) ، والبغوي (٣/٦) ، والكنز (٢٠٢٤٧) ، وشرح السنة (٢/٣٥٣) ،
وابن أبي شيبة (٢/٢٠٧) .
(٢) ضعيف. رواه ابن ماجة (ح/٧٨٥) . في الزوائد: هذا موقوف. فيه سماك- وهو ابن
حرب- وإن وثقة ابن معين وأبو حاتم فقد قال أحمد: مضطرب الحديث. وقال يعقوب بن
شيبة: روايته عن عكرمة- خاصة- مضطربة، وروا يته عن غيره صالحة.
(٣) حسن. جامع المسانيد: (٢/٦٥٣) . وقال الترمذي: حسن غريب.

<<  <  ج: ص:  >  >>