للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المكاره … " (١) . الحديث، قال عبد الله عن أبيه في كتاب العلل: هذا باطل،

يعني من حديث عبد اللَّه عن أبيه من حديث عبد الله بن أبي بكر عن ابن

المسيب عنه إنما هو من حديث عقيل، وأنكره أيضَا أشد الإنكار وقال: ليس

بشيء- يعني ابن عقيل- وقال ابن سيده: البش: اللطف في المسألة والإقبال

على الرجل، وقيل: هو أن يضحك إليه ويلقاه لقاءَ جميلَا، والمعنيان معربان،

ورجل باش وبش، وقد بششت به بششَا وبشاشة قال:

لا تقدم السائل منه وفرَا وقبله بشاشة وبشرَا

وروى بيت ذى الرمة: ألم تعلمي أَنانبش إذا ذئب بأهلك مناطيه وحلول،

بكسر الباء فأمّا أن يكون بششت مقبولة، وإمّا أن يكون مما جاء على فعل

يفعل، والبشبش كالبشاشة قال رؤبة قارى ومسنده البشيش وبشمش به

ويبشبش منكول من يبشبش، وقال أبو نصر: البشاشة: طلاقة الوجه، وقال

يعقوب: لقيه فتبشبش به وأصلها يبشبش فأبدلوا من الشين الوسطى، فكما

قالوا بحفحف، وقال الفراء: بش الرجل بصاحبه بشا وبشاشة إذا ضحك إليه

واستبشر به ولقيه بأحسن أخلاقه، وبشّ الرجل يبش إذا مرق، والبشاشة

النصرة ومنه قول الشاعر:/

ذهبت بشاشة وأصبح واضحَا … برق المفارق كالبراء الأعفر

وقال آخر:

ورأت بأنّ الشيب جانبه

البشاشة والبشارة، وقال ابن طريق، وابن العطويه: بششت باش أقبلت عليه

وضحكت إليه، وكل هذا متعذّر في حقّ الباري- عز وجل- وقد أحسن

الهروي إذ قال هذا مثل ضربه ليلتقيه أباه ببره وإكرامه وتقريبه، وقال ابن

الأعرابي: البش فرح الصديق بالصديق، وقال ابن الأنباري: البشيش من الله

الرضى، يقال: تبشبش فلان بفلان إذا وانته، وقال ابن بطال: معنى قوله، ما

لم يحدث دليل على أنّ الحدث في المسجد خطيئة يحرم به استغفار الملائكة


(١) تقدم فما أكثر من موضع من هذا الباب انظر ص ١٣٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>