للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كلهم من أصحابه، وإن كان العرف يقضي على ذلك؛ فظهر بمجموع ما

أسلفناه ترجيح قول من رجح الحديث على قول من ضعفه؛ لأن من علم،

حجة على من لم يعلم ومن أثبت حجة على من نَفَى، وفي رواية الطحاوي

تصريح بسماع ثور من حصين بن حصين بن أبي سعد، وزعم بعض العلماء

أنه لا يعرف اسمه، وليس كما زعم لما تقدّم، وزاد بعض مشايخنا زيادة: ولا

أعلم له منه سلفا. حدّثنا علي بن محمد، نا وكيع عن الأعمش عن المنهال بن

عمرو عن يعلي بن مرّة عن أبيه قال:"كنت مع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في سفر فإذا

أراد أن يقضي حاجته فقال: ائت تلك الأشياء تين"قال وكيع:"يعني النخل

الصغار""فقل لهما أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يأمركما أن تجتمعا، فاجتمعا، فاستقر

بهما يقضي حاجته ثم قال لي، زينهما فقل لهما/ترجع كل واحدة منكما

إلى مكانها، فقلت لهما فرجعتا" (١) هذا حديث إسناده صحيح، واختلف

على وكيع فيه، فتارة رواه كما تقدّم، وتارة عن يعلي من غير ذكر أبيه. ذكره

عنه ابن أبي شيبة في مسنده وهو الصحيح. والأول وهم. نص على ذلك

البخاري وابن عساكر. انتهى. قد وجد متابعَا لوكيع على رواية بعضهم، وهو

محاض بن الروع فيما ذكره البغوي عن هارون بن عبد الله عنه، ورواه

أحمد بن منيع في مسنده من غير طريق وكيع بزيادات يستفدن في أعلام

النبوة. عن حسين بن محمد، نا المسعودي عن يونس بن خباب عن أبي

يعلي بن مرّة عن يعلي بن مرّة أنه قال:"شهدت مع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مشهدَا لم

يشهده غيري، نزلت معه في سفر فقال لي: يعلي بن مرّة هل ترى شيئاً

يواريني؟ وأراد الحاجة، فقلت والله يا رسول الله ما أرى شيئَا يواريك إلا

شجرتين لعلهما إن اجتمعتا، قال: فقل لهما فليجتمعا يإذن الله تعالى، فأتت

إحداهما إلى الأخرى، فلما قضى حاجته قال: قل لهما فلترجع كل واحدة

منهما إلى مكانها، ثم إن امرأة عرضت له بابن لها فقالت: يا رسول الله هذا

ابني قد أصابه لمم فتفل عليه السلام في فيه، ثم قال: باسم الله، محمد رسول

الله، أخس عدو الله، فلما رجعنا من سفرنا إذا تهدى لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتخبره


(١) صحيح. الشفاء: (١/٥٧٤) . وتقدْم بتخريج مطول؛ فارجع إليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>