للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بها عشر حسنات، ومحى عنه/بها عشر سيئات، ورفعه ما عشر درجات،

وكنّ له عدل عشر رقاب " (١) .

وحديث أبي منصور عن أبي معاذ عن أبي كاهل قال: قال لي رسول الله

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اعلم يا أبا كاهل أنه من صلى عليَ كل يوم ثلاث مرات وكل ليلة/

ثلاث مرات حُبا- أو شوقًا- إلَّا كان حقًا على الله- عز وجل- أن يغفر له

ذنوبه تلك الليلة وذلك اليوم ". قال ابن عباس في قوله تعالى: (يصلون

على النبي) قال: " يزكون على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (٢) ، وقيل: " إن الله ترحم

على النبي وفي لفظ: " صلاة الله تعالى على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هي مغفرته وأما

صلاة الناس عليه فهي الاستغفار له ". وعن ابن جبير: أن الله يغفر للنبي،

وعن أبي: صلوات الله ثناؤه عند الملائكة وصلاة الملائكة الدعاء له، قال أبو

موسى المديني وقد قيل في معنى صلاة الخلق على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وإن كان الله

تعالى أوجبها له، كما روى أنه قيل له: أليس قد غفر الله لك ما تقدّم من

ذنبك وما تأخر؟ أنه إذا صلى عليه أحدنا فتستحب له فيه أن يزاد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

من ذلك، ويثاب المصلى عليه وعلى ذلك فذلك كانت الصلاة عليه يقضى

به حقّه ويتقرّب بإكثارها إلى الله تعالى، ولما أثر الله تعالى عباده بالصلاة عليه

لم يبلغوا كنه فضيلة، ولا حقيقة مراد الله تعالى فيه فأجابوا ذلك على الله

تعالى؛ لأنه المحيط بجميع ذلك فقالوا: اللهم صل على محمد لأنك أعلم بما

يليق به وأعرف بما أراده له، وعن الحليمي: الصلاة في اللغة: التعظيم،

وتوسعوا فسموا كل دعاء صلاة إذ كان الدعاء تعظيما للمدعو فمعناه على

هذا: اللهم عظم محمدًا في الدنيا بإعلاء ذكره وإظهار دعوته وإبقاء من لقيه،

وفي الأخرة / بتشفيعه من أمته، وتعظيم أجره ومثوبته وإبداء فضله للأولين

والآخرين بالمقام المحمود، وتقديمه على كافة الأنبياء في اليوم المشهود، وهذه

الأمور وإن كان الله تعالى قد أوجبها له فإذا دعا له أحد من أمّته فاستجيب

دعاؤه فيه، أن يزاد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في كل شيء مما سمينا رتبة ودرجة، وقيل:


(١) ضعيف. أورده الهيثمي في " مجمع الزوائد " (١٠/١٦١) ، وعزاه إلى أبو يعلى، وفيه
موسى بن عبيدة الربزي، وهو ضعيف.
(٢) رواه الطبراني: (١٨/٣٦٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>